أين حالنا من حالهم


يتباهون ويفاخرون بأحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا صناعة السيارات. بالأمس عرضت ثالث نماذج لسيارة المرسيدس والتويوتا والهيونداي، وكل منهم أخذ يتكلم عن خصائص سيارته وما لها من مزايا، وغيرهم من السيارات والموديلات عند الدول المنتجة. نقول لهؤلاء أين سياراتكم تلك من جمالنا وبغالنا وكديشنا وحميرنا؟ وهنا يحلو القول فينا اذ نسأل أين حالنا من حالهم، والمنافسة بيننا وبينهم غير متكافئة على الإطلاق لا بل معدومة؟ لكن بالنسبة لنا هناك ما هو أهم من سياراتهم وطائراتهم ومركباتهم الفضائية وأقمارهم الصناعية وغيرها وغيرها، أجل يا سلاطين الحضارة والتقدم، إننا نحن لنا أكثر بكثير منكم، أنتم لكم الدنيا وما عليها ونحن لنا الآخرة، هكذا يقولون لنا رجال الدين عندنا في عالمنا العربي وفي خطبهم يلمحون الى ذلك لتغطية فشلنا وتخلفنا. هذا جيد إن كانت الدنيا لهم والآخرة لنا ولكن ما الدليل؟ اليست الحياة حلوة وجميلة والتشبت فيها والبقاء عليها هو حلم ولا أحد منا يرغب في الرحيل عن هذه الدنيا؟

يبقى حب الحياة هو الأقوى حتى عند الطير والحيوان. أسلافنا قبل مئات السنين كانوا حقا مبدعين وأصحاب شأن عظيم وكانوا يعملون من أجل دنياهم وآخرتهم. أين نحن اليوم من أسلافنا الذين رحلوا وتركوا حضارة، لو كنا حافظنا عليها لكنا اليوم أسياد البشر. لكن نحن اليوم ليس لنا دنيا والله أعلم إن كان لنا أي مكان في الجنة الموعودة واستغفر الله العظيم!!

تعليقات: