إسمحي لي بهمسة يا خافية الهمزة‎

أطفال غزة
أطفال غزة


"إسمحي لي بهمسة"

وصف المشهد: هي واقفة فوقه. واضعة قدمها فوق عنقه مريدة قتله. يتفوه بكلمات من تحتها. ترفع قدمها قليلاً، فينظر للبعيد محاولاً إيجاد أي شخص يقول له عن إسم قاتلته، لا يجد أحداً إلاّ الله، يرفع رأسه إلى السماء، يتبسم. ثم ينظر اليها، ويخاطبها.

قاتلتي، قبل ذبحي،

أتسمحين لي بهمسة؟ بهمزة؟ بغمزة؟ بلكزة؟ بإي شيءٍ، فقط إسمحي لي ولو بكتابة حرف الألف بدون همزة.

إنّك يا مجرمة تتسألين، لما أتوسل إليك بعزة.

يا جبارة أنا من أرض غزة، ومشروبنا هو العزة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن لا أبوح بسركِ حتى برمشة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن لا أحاسب أمك الخرسة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن أدوّن مشاعري بخلسة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن لا أكرر رفضي لكل لكزة

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن لا أعبّد طريق كل طاهر رافض للرجسة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن أكافئك بمرقد عنزة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك أن لا أخبر أحد عن قتلك لأطفالي في غزة.

إسمحي لي بهمسة، وأعدك بريشة ناجي أن لا أرسم على جبينكِ علامة القتل يا مجرمة.

يا مجرمتي، يا قاتلتي،

إنني أعلم بأنك لن تسمحين لي بهمسة، بغمزة، بلكزة، أو بإي شيءٍ، حتى بنطق الحرف الذي أوله همزة.

إنني أعلم لماذا ترفضين همستي. إنني أعلم لغزكِ.

إنني أعرف أسمك يا حاذفة الهمزة.

إن إسمك لا يلفظ إلا بهمزة. إسرائيل، أنتِ لأطفالي قاتلة.ِ

يا ذابحة أطفالي، أسمحتي أم لم تسمحين، أعدك بإن اليوم سيأتي عندما أرفع قدمك عن عنقي وأحرّر القدس وكعبتي من رجلك النجسة

البارحة كان يمكنك ذبحي كأي نعجةِ

أمّا اليوم فأصبحت أنتي العنزة والنعجةِ

وغداً، أعاهدك، بإن النصر آت يا جححح......ششة

بقلم: الدكتور ابراهيم محمد خريس

تعليقات: