رسالة مفتوحة إلى وزير الداخلية

الإعلامي سلطان سليمان.. عرفته الخيام جيداً خلال عدوان تمّوز
الإعلامي سلطان سليمان.. عرفته الخيام جيداً خلال عدوان تمّوز


نتوجه إليكم باسم عائلة سليمان وعموم أهالي بلدة بدنايل البقاعية الوادعة التي تشكل نموذجاً يحتذى في تعايش الافكار المتضاربة والمتناقضة في بلدنا، إذ إن هذه البلدة بالرغم من الصفاء المذهبي فيها فإن ابناءها يتوزعون في انتماءاتهم السياسية في شتى القوى والاحزاب، لكنهم يجيدون تنظيم خلافاتهم الفكرية في إطار حواري بناء وفي جو من الالفة والصداقة والمحبة، فلا تفسد الخلافات السياسية للود قضية بينهم.

لقد فُجعت عائلتنا ومعها ابناء منطقة البقاع الاوسط يوم الثلاثاء الماضي بـ«حادث» أدى إلى فقدان أحد أبنائنا بشكل مأسوي أليم، إذ فوجئ أهالي البلدة في منتصف نهار ذاك اليوم المشؤوم بحريق هائل في خراج البلدة فتداعى العديد منهم بنخوة إلى مكان الحريق ليجدوا سيارة ولدنا محمد عبد الله مسعود سليمان، الموظف في قسم الجباية في «شركة كهرباء لبنان» في المنطقة، وهي تشتعل بصورة مريعة فسارعوا إلى استدعاء «الدفاع المدني» والشرطة ليتبين لهم لاحقاً أن ولدنا محمد كان ضحية هذا الحريق داخل سيارته. وقد اتخذت الاجهزة الامنية إجراءاتها في الامر وتم التحقيق الاولي والتحفظ على بقايا السيارة في احد مخافر الدرك في المنطقة وأخذت بقايا جثة المرحوم محمد إلى التشريح وما زالت الامور قيد التحقيق.

بعد ساعات من الحادثة، وبفضول أهالي الضحية المفجوعين، ذهب أحد ابناء البلدة إلى مكان الحادث، وبينما كان يبحث داخلها عثر على محفظة الضحية، وبعد ساعات أخرى ذهب أقارب آخرون إلى حيث تم التحفظ على السيارة (وهو الطريق العام قرب مخفر بلدة بيت شاما المجاورة) فوجدوها غير مغطاة ووجدوا بين ركامها مفاتيح خزنة منزله لا تزال في المكان الذي اخبرتهم زوجته عنه. إن هذه الوقائع تشير بوضوح إلى أن التحقيق الاولي لم يتم بالحرفية والمهنية المعهودة في أجهزتنا الامنية التي اثبتت قدرتها على كشف شبكات تجسس وجرائم معقدة في سرعة قياسية في اغلب الاحيان.

ان المرحوم معروف لدى القاصي والداني من ابناء المنطقة بأنه محب ووفي لاصدقائه واب حنون وزوج مخلص ويتمتع بنخوة بقاعية قلّ نظيرها، ومشاركة الآلاف من ابناء المنطقة في تشييعه دليل على محبة الناس له، ونحن كعائلة سليمان وعموم اهالي بدنايل كنا وما زلنا نتمسك بالدولة ملاذاً في معالجة شؤوننا، غير أننا شعرنا بحسرة كبيرة لما لمسناه من ثغر في أداء اجهزتنا الامنية في التحقيق الأولي. وقد اتصلنا بالمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، الذي اكد اهتمامه بالموضوع، وأكد ان اجهزتنا الامنية تمتلك المعدات الفنية الحديثة والقدرة البشرية الخبيرة التي يمكنها ان تجلي كل ملابسات «الحادث».

إن عمل المرحوم محمد في قسم الجباية في «شركة كهرباء لبنان» وعلاقة الامر بالمال العام، وظروف وملابسات «الحادث»، بالاضافة إلى عملية السطو المسلح التي جرت في قرية قصرنبا المجاورة لبلدتنا قبل عشرة ايام من «حادثة» ولدنا وعمليات السرقة التي جرت في قرى المنطقة أيضاً، ان ذلك كله يجعلنا كعائلة نشعر بأن في الامر جريمة، لكننا نتمسك بعقلانية التفكير وترك الامور للاجهزة الامنية لتقوم بواجبها في كشف الحقيقة كاملة وكما هي. واننا نتمسك بالعدالة للحصول على حق ولدنا بالطرق الشرعية والرسمية والقضائية المرعية الاجراء. وهذا حق لنا كمواطنين كانت الدولة لهم الملاذ الاول والاخير.

اننا نناشدكم ان تولوا قضية ولدنا ما تستحقه من اهتمام كي يكون جلاء الحقيقة فيها نموذجاً لابناء منطقتنا في تمسكهم بالدولة وليس البحث عن تحصيل حقوقهم بأيديهم، فمن هذه القضية التي قد تبدو بسيطة بنظركم يمكن أن نؤسس لبناء دولة القانون والمؤسسات ويمكن أن يعم مناخ الامن لدى المواطنين. وشكراً لكم.

ابن عم الفقيد بالنيابة عن آل سليمان وعموم أهالي بلدة بدنايل

تعليقات: