دعارة إنّما من نوع آخر


ليس من الضرورة أن تكون الدعارة للمتاجرة بالجسد. فالحكومة عندنا ومنذ زمن بعيد، تمارس مهنة الدعارة. هذه الدعارة ليست بجسد ما، انما هي المتاجرة بكرامة الشعب، وبصحة الشعب، وماء الشعب، وبكهرباء الشعب، وبلقمة عيشه ودواءه وآلامه وأوجاعه، وبحليب الأطفال، وبضياع مستقبل الشباب العاطل عن العمل وزيادة نسبة العنوسة من الجنس الآخر.

هذه الدعارة أو هذه المتاجرة كانت السبب في فلتان الأمن، وكذلك كانت السبب في العمالة مع إسرائيل وغير إسرائيل، والضرائب التي لم تتوقف عند سقف ثابت، هذه الضرائب التي كسرت ظهر الشعب الذي يعيش في قلق دائم على مستقبل أولاده والذي حمّلته من الضرائب أضعاف أضعاف ما يستطيع أن يتحمله. زد على ذلك الفساد المستشري بين الكبار، هذا الفساد الذي بات يشكّل عبئا ً ثقيلا ً على الخزينة المثقلة بالديون، والفقر الزائد والغلاء الفاحش وخاصة في أسعار البنزين والمازوت إضافة الى الإرتفاع الحاد بالمواد الغذائية بكل أشكالها وأنواعها وخاصة سعر اللحوم، مما قد يجعل الكثير من العائلات الفقيرة تتجه الى اتباع الغذاء النباتي لمواجهة هذا الواقع المرير. أما الحكومة فترى هذا جيدا ً، والمتاجرة بمستقبل هذا الشعب أو هذه الدعارة القذرة لن تتوقف أبدا ً، والضرائب في ازدياد. الله يحمي هذا البلد من فساد مسؤوليه.

تعليقات: