مركز ثقافي اسباني في صيدلية في مرجعيون.. الدواء والكتاب للتنفس في مكان واحد

أدوية وكتب في الصيدلية
أدوية وكتب في الصيدلية


مرجعيون:

بين دواء لعلاج الجسد وكتاب لغذاء الروح فرق شاسع، لكنّ العامل المشترك الوحيد هو الإنسان فكيف اذا اجتمع الدواء مع الكتاب في مكان واحد...

قد يبدو هذا "الدمج" غريبا للبعض، لكنّ ظروفه وأسبابه وأهدافه تبدّد هذه الغرابة وتكشف مدى أهميته في مكانه.

فقد تحوّلت صيدلية "جورجينا نعمة الله محفوظ" في جديدة مرجعيون الى مركز ثقافي اسباني يحتوي اكثر من 1000 كتاب يرضي مختلف الأذواق.

البداية كانت عام 2009، مع المؤهّل ألفونسو توليدانو الذي كان مدرّسا للغة الاسبانية في أحد المراكز التي أنشأتها الكتيبة الاسبانية في منطقة عملها لتعليم لغة بلادها لأبناء المنطقة. وقبيل مغادرته، وعد تلامذته بمتابعة دعمهم لغويا عبر توفير وسائل المطالعة الضرورية لهم في "المركز الثقافي" الذي أراده في الصيدلية التي يرتادها لبنانيون واسبان، فتصبح، الى جانب دورها العلاجي، مركزا لغذاء الفكر والروح، "كما فعل الشاعر الاسباني لييون فيليبي (1884-1968) الذي كان أيضا صيدلانيا يداوي أوجاع الجسد وبأشعاره يداوي أوجاع الروح"، على قول توليدانو، الذي حمل هذه القضية الى بلدته خيخون في مقاطعة أستورياس (شمال اسبانيا) التي تعدّ 300 ألف مواطن، وتواصل مع كل مكتبات البلدة التي تتبع لمؤسّسة الثقافة التي تشرف عليها البلدية، وقاد حملة لجمع الكتب وإرسالها الى لبنان لوضعها بتصرّف تلامذته كما غيرهم من تلامذة اللغة الاسبانية في المنطقة، فأرسلها على دفعات، وآخرها وصل منذ أيام عبر وحدة التعاون المدني والعسكري في الكتيبة.

تُعدّ هذه الكتب قيمة ثقافية مهمّة، فمن التاريخ الى الجغرافيا ومن العلوم الى الروايات ومن السيرة الذاتية الى القصص البوليسية وقصص الأطفال... منها ما هو اسباني التأليف ومنها ما هو مترجم الى الاسبانية وكلّها متاحة لمن يحب المطالعة مجّانياً".

وقد أفردت محفوظ جانبا من صيدليتها لعرض الكتب، شاكرة لتوليدانو مبادرته التي تنمّ عن مدى حبّه للبنان ولأبناء المنطقة. وقالت: "ندين بالشكر لكل عناصر الكتيبة الاسبانية فإضافة الى مهمّتها في المحافظة على الأمن والسلام، تساعد أبناء المنطقة إنسانيا وطبيا واقتصاديا، وتقوم بنشر لغتها وثقافتها وحضارتها في شكل تطوّعي، وهذا الأمر يسهّل عملية التواصل والتلاقي بين الشعبين اللبناني والاسباني. وبالتالي يوجد صداقات عميقة تستمر رغم بعد المسافة، ومثال على ذلك هذا المركز الثقافي الذي نأمل منه في توطيد العلاقات أكثر وتنمية روح المطالعة في المنطقة.

تعليقات: