هالة الطويل تغادر «أن بي أن»

هالة الطويل.. إبنة الخيام
هالة الطويل.. إبنة الخيام


بعد خمس سنوات من تقديم البرامج المختلفة عبر شاشة «ان بي ان»، غادرت الزميلة هالة الطويل المحطة، فاسخةً عقد عملها الذي يستمر حتى منتصف العام 2012، والقابل للتجديد تلقائياً، وفق ما ينص عليه العقد.

ويعود فسخ العقد من قبل الطويل الى ما تسميه «ظلماً لحق بها من المحطة التي أحبت وتحب»، تبعا لكلامها لـ«السفير». ويكمن الظلم الذي تعرضت له في «عدم التزام المحطة بما اتفق عليه الطرفان منذ بداية العمل، حيث كان مفترضاً تقديمها برنامجا حواريا سياسيا، فضلاً عن تقديم الأخبار».

إلا أن الإدارة غيَرت سير الطويل نحو البرامج الإنسانية تارة عبر «ايد بإيد» و«قصة وغصة» في ثلاثة مواسم رمضانية، وتارة أخرى الى البرامج الثقافية عبر «نعم ثقافة»، الذي استمر عامين على الشاشة.

وفوجئت الطويل، كما تقول، «بتوقيف البرنامج منذ حوالى خمسة أشهر، من دون إنذارٍ مسبق او شرح لأسباب الخطوة المفاجئة، وهو برنامج كان يلقى رواجاً بين المشاهدين، وفق ما كانت تؤكده إدارة المحطة بحد ذاتها».

وتوجهت الطويل الى الرئيس نبيه بري مناشدة إياه إعطاء بعض من وقته الثمين للمحطة، التي تحتاج إلى إعادة هيكلة، أو ربما ثورة إدارية ومهنية، مؤكدةً ان «ان بي ان» هي الشاشة المُعبرة عن توجهاتها وافكارها سواء السياسية أو الاجتماعية. لذا تشعر بالحسرة لاضطرارها الى القيام بخطوة فسخ العقد معها..

ويبدو ان الزميلة هالة الطويل بانتظار عقد عمل جديد مع محطة لبنانية، تتحفظ عن ذكر اسمها، بانتظار الاتفاق النهائي الذي تجزم أنه لن يكون هذه المرة على حساب كرامتها وخبرتها الطويلة على مدى أكثر من عشرين عاماً.

* الإعلامية هالة الطويل.. هي إبنة الخيام.. والدها المربّي المرحوم علي ابراهيم طويل (أبو دريد)

-------------------------------

وفي مقابلة معها أجرتها فدى دبوس، كتبت صحيفة البناء:

مسيرتها الإعلامية إمتدت من السياسي الى الإنساني والإجتماعي لتستقراليوم عند الثقافي

هالة الطويل : الخبرةوالثقافة أساس النجاح وأنا مستمرة في الخط المقاوم

هالة الطويل ليست مجرد مقدمة تلفزيونية نشاهدها على شاشة "NBN"، بل هي إعلامية ذات خبرة طويلة، عملت في العديد من البرامج على عدة شاشات لبنانية من "المشرق" إلى "تلفزيون لبنان" فالـ "NBN" حالياً.

تعمل هالة في الاعلام منذ أكثر من 17 عاماً، هاجسها "المهنة"، ولا شغف لديها بالشهرة أو المال، ولا تنافس الاّ نفسها. تقدم حالياً برنامج "نعم ثقافة" على شاشة "NBN" وتؤكد أن "إيد بإيد" أوصلها الى الشهرة.

• لو سألتك أن تصفي نصفك، ماذا تقولين؟

- أنا امراة متواضعة جداً. هذه الصفة أكرهها في نفسي. لا أقيّد نفسي في إطار محدد ولا أضع حول نفسي هالة تمنع أن يتجاوزها أحد. أتصرّف في العمل مثل المنزل. لا أستطيع أن أتنكّر أو أتغير. يستفزّني الخطأ وأكره الشواذ وغالباً ما أتصف بالعصبية.

• ما هو معيار الخطأ لديك؟

- نحن مجبولون، بشراً، بالصح والخطأ. هناك أشخاص يخطئون بطباعهم ، أما عن الخطأ بحد ذاته فلا معيار محدداً له.

• كيف دخلت عالم الإعلام؟

- بدأت تجربتي من طريق المصادفة. لم يكن مخططاً لها منذ البدء، علماً أنني منذ صغري كانت تلفتني مذيعات الربط ويبهرني جمالهن، لكنني لم أتوقع دخول هذا المجال لأنه بعيد عن شخصيتي. اعتبرت آنذاك أن من المستحيل دخوله. قرأت بالمصادفة إعلاناً يطلب مذيعات في "تلفزيون المشرق" فتقدمت وقبلت من بين 600 فتاة تقدمن بدورهن. يمكن اعتبار هذا القبول نقطة تحول في حياتي رغم أن توجهاتي كانت إلى مجالات أخرى.

• هل ساعدت دراستك في العلوم الاجتماعية في هذا المجال؟ إلى أي حد ترين التخصص في مجال الإعلام مفيداً لتحقيق النجاح؟

- التخصص في المجال الإعلامي ليس الأساس للنجاح، فهناك العديد من اختصاصيي الإعلام لم يستطيعوا تحقيق نجاح يذكر لدى ممارستهم هذا العمل على أرض الواقع. أرى أن الخبرة والثقافة هما الأساس في تحقيق النجاح في هذا المجال ولا التخصص. أنا أؤمن بأن كل شخص قادر على تطوير نفسه والنجاح إعلامياً.

• رغم امتلاكك الخبرة الواسعة في المجال السياسي، لمَ اخترت حقل الثقافة؟

- دخول حقل الثقافة لم يكن من اختياري، علماً أن أيّ برنامج هادف وجاد يعنيني. لدى التحاقي بـ "NBN" فعلت على أساس تقديم لقاء سياسي مباشر. كان ذلك خلال المشاكل والخيم الموجودة في ساحة رياض الصلح. قدمت برنامجي في هذه الساحة لمدة ستة أشهر، ثم عدت إلى القناة وكان الاتفاق على التناوب ضمن فقرة البرنامج الصباحي، إلا أن المفاجأة كانت تبديل القرار ليعرض عليّ تقديم برنامج "إيد بإيد". اعترضت في البدء وكنت على وشك تقديم الاستقالة، لكن وبناءً على نصائح من الأصدقاء والمقرّبين خضت التجربة ولست نادمة البتّة على خوضي التجربة، بل على العكس، أفتخر بما قدمت من خلال هذا البرنامج إذ حصدت رصيداً كبيراً من محبة الناس، فضلاً عن الشهرة والجماهيرية كانت نقلة نوعية أعتز بها كثيراً، خاصة أنها قدمت الخدمات لفئات كبيرة من المحتاجين. بعد تقديمي برنامج "لنصرة غزة" عرض عليّ "رئيس الحركة الثقافية في لبنان" تقديم برنامج ثقافي وكان "نعم ثقافة".

• ما هي الأمور الأساسية التي توصل الإعلامي أو الإعلامي إلى النجاح؟

- ثمة معايير مختلفة للوصول إلى النجاح تختلف بين شخص وآخر، فهناك من يعمل ويجتهد ويتعب، وهناك من يحقق النجاح بأساليب سهلة ووسائل غير نظيفة. بالنسبة إليّ، الصدقية أساس النجاح والحفاظ على الاحترام وتطوير النفس. المرء كالوعاء يتسع لأكبر كم من المعلومات والأهم الاحتفاظ بتلك المعلومات. لكن، يا للأسف، كثر وصلوا ولا يستحقون ذلك وكثرمن المؤهلين "يوضعون على الرف".

• إلى أي حدّ تهتمين بالشهرة؟

- الشهرة جميلة، لكن لا يجب أن يبلغ المرء حد الغرور. بالنسبة إليّ، لا أهتم كثيراً بها، فالشهرة هي كمية النجاح التي يحصدها المرء في مسيرته العملية وكيفية إيصال القناعات الشخصية والهادفة. إذا حققت الشهرة من برنامج هادف ومفيد ففي ذلك مدعاة للفخر لي.

• أي فتاة تتمتع بمزايا جمالية محددة تصبح مقدمة برامجفي زمننا الراهن، ما رأيك في هذه الظاهرة؟

- هذا إفلاس لدى المؤسسات الإعلامية ولا يمكن اعتباره ظاهرة. كنا نسمع منذ وقت طويل أن المذيعة تخضع لدورات تدريبية متعددة ومكثفة قد تبلغ لمدة ستة أشهر قبل أن تطلّ على الهواء، أما الآن فلا شيء من ذلك، الواسطة تلعب دوراً كبيراً في إيصال من لا يجب أن إيصاله. هذا ما يسمى إفلاساً أخلاقياً حيث لا مكان للكفاءة.

• هل الانتماء السياسي يحدد مسار أي شخص؟

- في لبنان، بلى، ويا للأسف، فالإنتماء السياسي يحدد أين تكونين. مثلاً أنا ابنة الجنوب ومع الخط المقاوم إعلامية مثلي لا تستطيع الإنسجام مع محطة كالـ "MTV"، مثلاً، لأنني ببساطة لا أستطيع فرض قناعاتي عليهم. ورغم أنني لست حزبية إلا أن انتمائي إلى الخط المقاوم يفرض عليّ البقاء حيث أنا.

• ما رأيك في الثورات العربية التي نشهدها الآن؟

- فرحنا في البداية. قلت أخيراً بدأ الشباب العربي يتحرك للتغيير نحو الأفضل، لكن بعد مرور عدة أشهر شعرت بالإحباط فالاحتجاجات هذه لم تكمل في المسار الصحيح الذي انطلقت منه، لذا نبقى نأمل في أن تصل هذه الثورات إلى تغيير شامل في العالم العربي.

• ماذا عمّا تشهده سورية منذ فترة؟

• في سورية لا ثورة بل هي مؤامرة. رغم أن من حق كل شعب أن يمتلك حق الإحتجاج، إلاّ أن هذا الاحتجاج ليس أكثر من مؤامرة تهدف إلى الإطاحة بنظام ممانع ومقاوم وزرع الفتنة لتحويل سورية إلى عراق جديد. أنا وبكل فخر مع سورية الأسد الممانعة، الداعمة لمبدأ المقاومة، والواقفة إلى جانب اللبنانيين في عدوان تموز، إذ قدّمت ما لم تقدمه أي دولة عربية أخرى.

• هل أنت مع شبكات التواصل الإجتماعي أم ضدّها؟

- أحب الإفادة من هذه التقنية للحصول فحسب على معلومات مهمة ومفيدة وتحقيق المزيد من المعرفة، لكنني لست مدمنة عليها ولست على علاقة جيدة معها.

• أين أصبحت الثقافة في وقتنا الراهن؟

- إنها لدى الأشخاص المهتمين بها والذي يؤمنون بأن الثقافة عمود المجتمع. برنامجي هو أحد البرامج التي تحارب داخل مجموعة من البرامج التي تجذب الناس نجاحه دليل على أن ثمة من يهتم بالثقافة.

• كيف تحافظين على ديمومة برنامجك؟

- كنا نسير في البدء بشكل من النمطية والرتابة لذلك أسباب معينة أفضّل عدم ذكرها، لكنني بعد شعر رمضان المبارك سأعمل على إغناء البرنامج من طريق التقارير المصورة وتغطية النشاطات الثقافية وسأكون بصدد إعادة برمجة لـ"نعم ثقافة".

• ما هي الصعوبات التي تواجهينها في برنامج "نعم ثقافة"؟

- لا صعوبات حقيقية، لكن في الحقيقة المشاكل التقنية البسيطة تزعج البرنامج وتحول دونه ودون التطوير.

• هل تدعمك "NBN" لتحقيق النجاح في برنامجك؟

- بالتأكيد، أتلّقى التشجيع وثمة متابعة من طريق معرفة الضيف والموضوع المطروح مسبقاً لإبداء الرأي.

• ما هي الأصداء التي تصلك حول "نعم ثقافة"؟

- الأصداء جيدة جداً، ورغم من تأخر المشاهدين في متابعة البرنامج إلا أن نسبة المشاهدة الآن تزداد ويردني الكثير من التهنئة.

• هل حققت كل ما تتمنين أم أن ثمّة أمور أخرى تحلمين بتحقيقها؟

- أنا راضية مبدئياً عمّا وصلت إليه حتى الآن، لكن رغم ذلك كل إنسان يشعر أنه في حاجة إلى تحقيق جديد. إنما أشكر الله على ما أنا فيه اليوم ويكفي في هذا المجال فخر التقدير والاحترام، فالشهرة لا تزيد المرء احتراماً بل هي محبة الناس تفعل.

• لو كنت في موقع سلطة ما هي البرامج التي تصدرين قراراً بإيقافها؟

- أوقف كل برنامج يتخطّى حدود الأدب ويشوّه صورة عاداتنا وتقاليدنا ويحاول غسل أفكار أولادنا. هناك في الحقيقة العديد من البرامج في حاجة إلى تهذيب محتواها ومقدميها. حتى البرامج أصبحت تجارية ولم يبقَ الهم الأول تقديم ما هو مفيد بل ما هو مدرّ للربح. ورغم أني لست من الناس المنزوين أو المنغلقين، إنما لكل شيء حدود.

• ما أمنيتك للبنان؟

- أتمنى للبنان السلام فهو مطلب كل الشعوب. أتمنى أن يحب اللبنانين بعضهم في الداخل كما يحبون بعضهم في الخارج، فالمحبة مهمة وأساسية. وأتمنى أن يعود لبنان كما كان المقصد السياحي الأول وبوابة الشرق الجميلة.

• ... وللعالم العربي؟

- أتمنى لمن بدأ الثورة أن يستمر، فمثلما أسقطوا الأنظمة الفاسدة والعميلة أتمنى أن يعيدوا بلادهم إلى المسار الصحيح.

• ... ولك؟

- لست أنانية كثيراً. بعد تجربتي في الحياة أتمنى أن يطيل الله في عمري لأشرف على تربية أولادي وأضمن تحقيق السعادة لهم وأطمئن إلى مستقبلهم. بعد ذلك لا يهمني شي. أما على المستوى المهني فأتمنى الإستمرار بالزخم نفسه، وتقديم المزيد من البرامج الهادفة.

------------------------

هالة الطويل.. إبنة الخيام
هالة الطويل.. إبنة الخيام


تعليقات: