جنّتنا في الخيام هي للجميع

الجنة للجميع

هي جنّتنا، إنّما للجميع ولكل من مرّ عليها ووُجد على أرضها وترابها، أكان حيوان بكل أشكاله وأنواعه، بقرا ً كان أم أغنام، ثعالب أم ضباع، ولكل أنواع الطيور وللإنسان بكلّ أديانه ومذاهبه. أجل إنّها جنّتنا، جنّة كانون التي جاء فيها الربيع والزهر مبكرا ً هذه السنة. أجل هذه السنة افتقدناها منذ زمن، حيث الثلوج التي تساقطت على جبل الشيخ والكميات التي تراكمت عليه لم يعرفها منذ زمن، كذلك الحال بالنسبة للأمطار التي فاقت كل المعدّلات حتى الآن، مما جعل الأرض عندنا تتحول الى جنة. فالماء قد جرى في كل خندق وساقية وواد، واللون الأخضر الذي يتمثّل بربيع آذار ونيسان قد غزى الأرض باكرا ،ً بدءا ً بوطى الخيام الذي أصبح كلّ ما فيه لوحة جمالية مرورا ً بسهل سردا الرائع الجمال بزهوره وحشائشه، ومن ثم الى أرض الميسات التي تنطبق عليها نفس الصفة الجمالية بأرضها الخضراء وصخورها السوداء.

إنّه لمنظر عجيب، لا بدّ لهذا المنظر أن يستوقفك وتعطيه شيئا ً من التأمل، وأفضل وأجمل كلمة تنطق بها هي كلمة واحدة فقط صبحان الله صبحان الخالق. ونكمل الرحلة معا ً الى سهل المجيدية، مجتازين جسر أبو زبلة الذي يربط غرب المنطقة بشرقها. ونصل الى حيث نحن ذاهبون لنجد أنفسنا في مكان أقل ما فيه أن تعطيه صفة الجنّة التي وردت في الكتب المقدّسة، وهي حقّا ً كذلك. حقّا ً إنّها الجنة، أي جنة الحياة، ونحن نشاهد قطيع من البقر وآخر من الأغنام مع مواليدهم الصغار غارقون بين الحشائش والربيع والزهور، يرعون ما طاب لهم من خيرات الأرض.

وهنا تنتهي هذه الرحلة المشوّقة لذلك الجمال والإبداع الربّاني. هذا المنظر ليس صورة رسّام معلّقة في إحدى زوايا المنزل، أوتمجيد شاعر على صفحة من الورق، لا أبدا ً. فهنا تنكسر كل اقلام الشعراء والفلاسفة وتختفي كل ريش الرسّامين بزيتها وألوانها ويبقى واحد أحد هو الله، الشاعر والرسام والخالق والمبدع، وليس لنا الاّ أن نقول مرّة ثانية صبحان الله صبحان الخالق.

تعليقات: