ماذا تقول السماء؟

  ماذا تقول السماء؟
ماذا تقول السماء؟


لنعد الى الماضي، الى زمن عبادة الأصنام، هؤلاء الذين اتّخذوا من الأصنام آلهة لهم، ولم تزل شعوب حتى يومنا هذا تمارس هذه الشعائر. هذه الأصنام التي ربّبوها في ذاك الزمن وسجدوا لها كانت آلهة مسالمة، لم تكن تشكّل خطرا ً على أحد ولا قتلت أحد ولا سلبت مال العامة من الشعب ولا أدخلت أحد الى السجن أيّ كان لأنه خالف تعاليمها وعصى أوامرها، ولم تكن السبب في حروب مذهبية ولا فتن طائفية كما يحصل في يومنا هذا.

لكن ماذا اليوم عن حكّامنا المتألهون على شعوبهم، هؤلاء الذين يحكمون باسم الرب والله بعيد عنهم وبراء منهم؟ هؤلاء الأرباب الذين يأكلون مال السماء والأرض وما عليهما بقلوب متحجّرة وضمائر ميتة من غيرخوف أو شفقة، ويسكنون القصور والأبراج وهم في نعيم دائم، متسلطون غير مبالون بتعاليم الله لهم، والويل كل الويل لكل من خالف أوامرهم وانتقد سلوكهم اي مصير سوف يواجهون.

هذه الظاهرة منتشرة على مساحة واسعة من هذا العالم وخاصة في عالمنا العربي، وما أكثر هؤلاء الأرباب المتألهون. انّ السماء حتى الآن لم تضع حدّا ً للشر الذي يمارسه الانسان على الأرض، هذا الشرالذي يتعاظم يوما ً بعد يوم، ولم يسلم منه أحد حتى الطبيعة التي أ ُصيبت بأضرار فادحة من تلوث البيئة وما لحق بالأرض من خلل فادح في جيولوجيتها، حتى نرى تصحّر هنا وفيضانات هناك. هذه المتغيرات لم تكن موجودة كما هي الآن ، انّها يد الانسان التي طالت كل شيء، والسماء لم تفقد صبرها حتى الآن على وحشية الانسان وجبروته.

هذا المخلوق قد ولد والشر معه ولم يتخلى عنه ولا دقيقة واحدة. هذا الشر الذي يتمثل بأسلحة الدمار الشامل والقنابل الذرية والجرثومية اضافة الى اسلحة أخرى كلّها ضد البشرية والحياة معا ً بكل أشكالها ، أكان نباتا ً أم حيوانا ً، حتى الماء والهواء أصيبوا بالتلوث. إنّ اولئك الذين كانوا يعبدون الأصنام كانوا حقا ً مؤمنون، وفي عبادتهم لآلهتهم صادقون. وها نحن اليوم نرى الكثير الكثير من بني البشر ممن يتقربون من الله من أجل مصالح خاصة بهم وهم كاذبون منافقون وغير صادقون ، والله يعلم ما في الصدور. وعودا ً على بدء ماذا تقول السماء؟؟

تعليقات: