استمرار عرض «مسرحية سين ـــ سين» في صيدا رغم اعتراض الإسلاميين

أبطال مسرحية سين سين
أبطال مسرحية سين سين


مرة جديدة تتضامن صيدا مع نفسها وتقف معظم الفعاليات، والقوى والهيئات السياسية، والشبابية، والأهلية، والنقابية، إلى جانب حرية التعبير. وأدى التضامن إلى استمرار عرض «مسرحية سين ـــ سين» في المدينة، التي نظمتها «جمعية تجار صيدا وضواحيها» بقصد تأمين التغطية المالية العائدة لمشاريع بيئية واجتماعية تابعة لها في أسواق المدينة.

وكانت مجموعة من رجال الدين، إضافة إلى «الجماعة الإسلامية»، قد اعترضوا على عرض المسرحية في المدينة، بعدما كانوا قد رفضوا مكان عرضها في قاعة مسرح تابع لإحدى دور الأيتام في المدينة، والحجة عدم الاحتشام في ملبس ممثلات الفرقة مع اعتراض على صورة «بوستر» المسرحية، الذي وزع في صيدا، وإضافة إلى «الكلمات النابية التي يتم التلفظ بها»، وأنها «غير أخلاقية وتتعارض مع الشريعة الإسلامية ومع الجو العام في صيدا». ذلك الرفض قوبل بإصرار لافت من قبل الجهة المنظمة، التي نقلت عرض المسرحية إلى قاعة مسرح تابع لإحدى المدارس الرسمية في المدينة، واستمرت بالعمل الجدي والدؤوب لإنجاح العرض بحيث أجرت اتصالات على أرفع المستويات مع الهيئات الأمنية الرسمية والقوى السياسية والفعاليات الصيداوية.

وليلة أمس الأول، شهدت قاعة مسرح «المدرسة اللبنانية الكويتية» العرض الأول للمسرحية، حيث كان الإقبال لافتاً، بحضور الفعاليات الصيداوية السياسية والاقتصادية والتجارية والشعبية والنقابية المتضامنة، مع انتشار أمني في محيط قاعة المسرح. وأكد رئيس «جمعية تجار صيدا وضواحيها» علي الشريف أن العرض كان رائعا وتجاوب صيدا وتضامنها كانا مثاليين، إضافة الى ان تهافت المواطينين على البطاقات وحجز مقعد لهم كان غير متوقع، لافتا إلى أنه في صيدا يوجد تنوع سياسي ولا أحد يستطيع احتكارها أو أن يتحدث باسمها بمفرده. ونحن كنا عرضنا المسرحية العام الماضي، و«هي مسرحية اجتماعية سياسية فكاهية نقدية ساخرة ولم ينتقدها احد فلماذا ينتقدون اليوم؟». في المقابل، أصدر المسؤول السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» في الجنوب بسام حمود بيانا توضيحياً رد فيه على «الملابسات التي رافقت مسرحية س .. س«، مشيراً إلى أن «الجماعة» تمثل «شريحة واسعة من أبناء المدينة، ولم تدع يوماً انها تمثل المدينة، كما أنه لا يحق لأحد ادعاء حصرية التمثيل في ظل وجود قوى سياسية وشعبية فاعلة ومتعددة في المدينة». واستغرب حمود «كيف أن حرية التعبير والرأي التي يكفلها الدستور تصبح جريمة عندما يمارسها التيار الإسلامي، ولن نسمح لأحد مهما علا شأنه أو منصبه أو موقعه أن يمارس علينا الإرهاب الفكري»، مؤكداً رفض ذلك «الأسلوب من الأعمال الفنية التي تراها الجماعة منافية للآداب العامة، وكانت تتمنى عدم عرضها في صيدا، إلا أنها لم تفرض رأيها على أحد، ولم تهدد بمنع عرض المسرحية كما يصور ويروّج البعض».

تعليقات: