إنّه زمن الأقوياء

أمّة كان لها زمن مضيء وتاريخ مشرق
أمّة كان لها زمن مضيء وتاريخ مشرق


حدث ذات مرّة في الماضي البعيد، أنّ أمّةًًً ً كان لها زمن مضيء وتاريخ مشرق. وها هي الآن تعيش حاضراً مظلماً، وزمناً ليس لها فيه أيّ شيءٍ. أجل هذه الأمّة هي أمّة العرب، الذين يبحثون عن شيءٍ ما من ماضيهم المضيء الذي أصبح خلفهم منذ زمن ٍ، ولا عودة الى الوراء. والزمن يسير، إنّه زمن صعب، لا يعترف الاّ بالأقوياء، وليس هنالك لمتسولي الحضارة والضعفاء مكان بين الكبار، فالبكاء على امجاد الماضي لم يعد يجدي نفعاً، كما انّه ليس هو الحل.

أمّةَ ٌ تجاوزها الزمن، والزمن لا يرحم هذه الأمّة التي باعت مجدها وحضارتها للفساد والشيطان. وها هم الآن يتوسّلون الى الله كي يخرجهم ممّا هم عليه الآن من ضعف ٍ ووهن. فالله ليس بوارد مساعدتهم ، بعد أن وقف معهم في ذلك الماضي وارسل لهم نبيّا ً كي يهتم بحياتهم وينظّم لهم شؤونهم الدنيوية. بالبداية عملوا بتعاليم ذاك الرسول، حتى وصلوا في إحدى الحقب الزمنية الى حضارة وقوّة ومجد لم يسبقهم اليه احد. ولكن شيئا ً فشيئاً أخذوا يبتعدون عن تعاليم ربّهم واتّخذوا من الفساد وحبّهم للسلطة والمال وسيلة لهم في الحياة، حتى وصلوا الى ما هم عليه الآن. وها هم يتصدّرون المراكزالأولى في الجهل والفساد والظلم على كافة شعوب الارض، ولن يصفو لهم الزمن بعد اليوم. بل هم في انحدار ٍدائم ومن سيّء الى أسوأ بكلّ مناحي الحياة، ولا يملكون شيئا ًممّا تمتلكه باقي الأمم التي وصلت الى مراحل متقدّمة من العلم والإبداع وحقّقوا المعجزات في أمور ٍ كثيرة. أماّ نحن، ما زلنا نقف على مفترق طرق ٍ ولا نعلم الى أين سيؤول اليه مصير أمّتنا هذه، التي تفكّكت وأصبحت أمم متباعدة متناحرة، بعد أن كانت أمّة واحدة قويّة متماسكة. وها هي الآن تواجه قدرا ً غامضا ً صعبا ً وفيه الكثير من القسوة ومستقبل عليه الكثير من علامات الإستفهام؟؟؟

تعليقات: