الهند تحارب السمنة.. وتحسب سعراتها

نظام وضع عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يصل إلى آسيا
نظام وضع عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يصل إلى آسيا


نظام وضع عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يصل إلى آسيا

نيودلهي:

بدأ الشغف بالمأكولات الصحية ومراقبة السعرات الحرارية في الوصول إلى الهند، وقد ساعد هذا الأشخاص الذين يهتمون بمراقبة وزنهم على تتبع السعرات الحرارية التي يستهلكونها، حيث يقدم الكثير من المطاعم في الهند عدد السعرات الحرارية لكل طبق موجود على قائمة الطعام.

وتعرض قائمة الطعام معلومات عن كمية الكربوهيدرات والدهون وغيرها من المعلومات الغذائية للمساعدة في تخفيف شعور الفرد بالذنب إذا ما انغمس في تناول المأكولات. وعلى الرغم من ذلك، فإن وضع عدد السعرات الحرارية على القائمة هو شيء إلزامي في سلاسل المطاعم التي يكون لها أكثر من خمسة عشر فرعا في نيويورك وأمر اختياري في لندن. ويبدو أن هذا الاتجاه في تزايد تدريجي في الهند.

حيث تقوم سلسلة «ماكدونالدز» في الهند، أكبر سلسلة مطاعم في العالم، بوضع عدد السعرات الحرارية لجميع المأكولات التي تقدمها على قوائم الطعام. ويذكر فرع «ماكدونالدز» في الهند، الذي يعد واحدا من أكبر عشر أسواق «ماكدونالدز» المتنامية في العالم، أنه سيتم توضيح عدد السعرات الحرارية والبروتين والدهون والكربوهيدرات، والتي تكون موجودة في البرغر والمقليات والفطائر التي تقدمها باستمرار على قوائم الطعام والمنشورات التي توضع على الطاولات والواجهات الأمامية والموقع الإلكتروني خلال الخمسة والأربعين يوما المقبلة.

وقال فيكرام باكشي، المدير الإداري لـ«ماكدونالدز» في الهند وأحد الشركاء في هذا العمل: «في الوقت الذي يتغير فيه العملاء في جميع أنحاء العالم، نقوم نحن أيضا بالتركيز على تقديم طعام صحي أكثر، وكذلك المزيد من الأساليب التي تجعل العملاء أكثر معرفة بما يتناولونه من أطعمة. إننا نؤمن بأن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك تأتي هي نشر معلومات حول عدد السعرات الحرارية التي يحتويها كل طبق».

وقد جاءت هذه الخطوة بعد خمسة عشر عاما من قيام «ماكدونالدز» بافتتاح أول مطعم لها في الهند، وبعد اتخاذ خطوات مماثلة في الولايات المتحدة وأخيرا في المملكة المتحدة، حيث تواجه سلاسل مطاعم المأكولات السريعة هناك ضغوطا للمساعدة في التعامل مع السمنة والترويج لعادات غذائية أكثر صحة. وسوف يتم تطبيق هذا في الهند، في الـ235 مطعما التابعة لـ«ماكدونالدز» وسينطبق على جميع منتجاتها.

ويعد مطعم «فيلاس» من المطاعم الحديثة نسبيا في مومباي، حيث يقدم الفاكهة وعصائر الخضراوات ومشروبات الطاقة والمشروبات الغنية بالبروتين ومشروب الزبادي والإفطار والسلطة الطازجة والساندويتشات المصنوعة من القمح الكامل والمقبلات المشوية. كل هذا من الممكن أن يتم توصيله إلى منازل الرواد بصورة يومية. وتنقسم القائمة إلى ثلاث فئات حسب عدد السعرات الحرارية؛ فئة منخفضة السعرات وأخرى متوسطة السعرات والثالثة مرتفعة السعرات الحرارية. وتكون الوجبات منخفضة السعرات الحرارية، والتي يبلغ عدد السعرات الحرارية بها 450 سعرا حراريا، مخصصة للأشخاص الذين يرغبون في فقدان وزنا. أما الوجبات المتوسطة السعرات الحرارية والمرتفعة، فتتراوح ما بين 650 و850 سعرا حراريا. وتحتوي مقبلات المانجو والموز والأناناس التي تقي من العدوى وتحافظ على نضارة البشرة على 237 سعرا حراريا، بينما يحتوي عصير النعناع والبرتقال والأعشاب على 49 سعرا حراريا فقط.

وقال إنوبام أدارش، مالك المطعم: «تحقق الوجبات التي تحتوي على 400 سعر حراري أفضل المبيعات، لكن كثير من الوجبات غير مبين عليها عدد السعرات الحرارية بها. ومن المفترض أنها تعد وجبات شهية». ويعد سلمان خان وبيباشا باسو، من نجوم السينما الهندية، الذين يعيشون في تلك المنطقة، من العملاء المخلصين لهذا المطعم.

كما قامت شركة «كوكاكولا» في الهند، مؤخرا، بكتابة عدد السعرات الحرارية على الواجهة الأمامية للملصقات التي تضعها على الزجاجات وعلب الكانز كجزء من اتجاه عالمي. وقد تم إتباع هذا النهج في ما يزيد على 200 دولة، بها أفرع لشركة «كوكاكولا». كما قامت إحدى منافساتها وهي شركة «بيبسي» في الهند بوضع بعض المعلومات عن مكوناتها على الزجاجات، غير أنها لم تضعها على الملصقات الأمامية.

كما ذكر نشطاء واختصاصيو تغذية أن هذه بداية جيدة، لكن لا يزال هناك الكثير من الأمور التي ينبغي عملها.

وقال بانكاج شارما، رئيس مجلس الأمناء بمركز تحويل الهند «سنتر أوف ترانسفورمينغ إنديا» وهو منظمة غير حكومية تختص بقضايا الصحة والبيئة: «إن ما يقومون به الآن شيء جدير بالثناء، غير أنه من الضروري أيضا أن يقدموا خيارات جديدة وصحية للعملاء».

وقالت دكتور أنجالي موكيرجي، اختصاصية التغذية: «إن كتابة عدد السعرات الحرارية بشكل صريح سوف يفتح أعين العملاء، وسيحدث فارقا إيجابيا».

وذكرت أن هذا الدافع بحاجة إلى أن يتغلغل بصورة أعمق وأن العملاء يجب أن يكون لديهم معلومات مفصلة عن المكونات المستخدمة في المأكولات التي يتناولونها.

وذكرت ديان بانداي، مؤلفة كتب واختصاصية لياقة أننا يجب أن نحصل على تلك القوائم. وأضافت: «في معظم الأوقات، لا يعلم الأشخاص ما الذي يحدث في النظم الغذائية التي يتبعونها، لذا يجب أن يتم عرض السعرات الحرارية على قوائم الطعام وأعتقد أن الحكومة يجب أن تدعم هذا».

ورغم ذلك، يشعر أناندا سولومون، الطاهي أن قطاع الفنادق في الهند غير مستعد لهذا بعد. يقول: «من الصعب توثيق تلك المعلومات هنا حيث ستكون بحاجة إلى خبراء تغذية. علاوة على أنه، وعلى النقيض من الدول الأخرى، حيث يكون لديك سلسلة مطاعم منظمة ومتناسقة، فما زلنا نحاول الوصول إلى تلك المرتبة، كما أن قوائم الطعام لدينا تتغير مع تغير الفصول».

وهناك مطعم آخر يدعى «كالوري كير» في مومباي وبنغالور، يعرض خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل ويقدم الطعام للأفراد والشركات وحتى الحفلات. وتقتصر تلك الخدمة على مومباي، حتى الآن، ومن الممكن أن تمتد قريبا إلى دلهي. وفي المتوسط، يقوم «كالوري كير» بإعداد من 800 إلى 900 وجبة يوميا. ويستطيع العميل الاختيار بين الوجبات منخفضة السعرات الحرارية أو المتوسطة أو المرتفعة، بحسب باريناز درايفير، أحد المؤسسين.

ويذكر درافير أنه من الممكن الاختيار بين أطباق هندية وأخرى عالمية كما يقدم المطعم أيضا أنظمة غذائية تنخفض بها نسبة الصوديوم والسكر أو تحتوي على نسبة مرتفعة من البروتين.

وفي الهند وحيث تصيب السمنة المروعة خمسة في المائة من السكان، أصبح اختيار الطعام من الأمور التي تتم ملاحظتها بدقة. وقد أصبحت عبارات مثل منخفض السعرات الحرارية أو منخفض الدهون وخال من السكر من العبارات اللافتة للنظر التي تحافظ الآن على قطاع شديد الأهمية.

وقد عبر دكتور سي كيه وانغنو، استشاري الغدد الصماء بمستشفى دلهي أبولو، عن شكره وتقديره لهذا التغيير الذي يحدث تدريجيا في قطاع الصحة. وقال: «إن الأمر لا يتعلق فقط بفقدان الوزن، فمن الضروري عمل فحص دقيق لعدد السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري أو البدانة أو الأشخاص المصابون بارتفاع في نسبة الكولسترول. ومن الصعب أن يقوم الرجل العادي بذلك، بل عليه أن يتعامل مع اختصاصي تغذية ملتزم ليقوم بحساب السعرات الحرارية ومثل هذه المطاعم تساعد الناس في ذلك الأمر».

وقد أصبحت الشطائر التي تكون خالية من الدهون بنسبة 97 في المائة والتي تقدمها سلسة مطاعم «سب واي» التي تقدم المأكولات السريعة في أميركا شائعة منذ سنوات. وهناك 209 فرع تابع لتلك السلسلة في الهند يقوم بتقديم شطيرة كبيرة وهذه أفضل طريقة لتناول المأكولات السريعة. والآن تقدم تلك السلسلة قائمة تغذية على شبكة الإنترنت توضح عدد السعرات الحرارية ونسبة البروتين والدهون الموجودة في كل شطيرة.

ورغم ذلك فقد ذكرت سلاسل «كنتاكي» و«بيتزا هت» أنهما لن يقوما بإدراج عدد السعرات الحرارية على القوائم. وذكرا أن المستهلكين الهنود بحاجة إلى أن يصبحوا أكثر تطورا قبل أن تؤثر اتجاهات مثل حساب السعرات الحرارية على اختياراتهم.

ويستطيع المرء أن يلتهم أطباقه المفضلة دون أن يخشى زيادة وزنه في مطاعم مثل «بيبيرازي» و«هافمور» و«توماتوز» و«هوت بيبيرز» و«راجوادو».

حيث يقدم مطعم «هافمور» مجموعة واسعة من مأكولات الحمية الغذائية للعملاء. وقال براديب تشونا، مدير المطعم: «تشهد مأكولات الحمية الغذائية رواجا كبيرا بين الشباب علاوة على النساء اللاتي يقمن بتنظيم الحفلات للاستمتاع بالمأكولات الصحية والشهية». وقال سرينيفاز، أحد الطهاة في مطعم «هافمور»: «تحتوي قوائم الحمية الغذائية لدينا على حساء وساندويتشات ولفائف الكاثي والكاري الهندي. ويعد وجود الماوا والكريمة في مرق اللحم معدوم تقريبا كما يتم استخدام البانير بدلا من التوفو. وهذا يقلل من نسبة الدهون الموجودة في الطعام».

لكن هل معرفة الناس بمقدار السعرات الحرارية الموجودة في طعام «مهراجا ماك» أو «كعكة الشوكولاته المزدوجة» التي يقدمها مطعم «ماكدونالدز» ستمنعهم من تناول تلك المأكولات؟ مما يدعو للدهشة أن الإجابة على هذا السؤال كانت لا! فلا تعتقد الممثلة، أمريتا أرورا أن هذا ممكنا. وقالت: «إذا كنت أريد أن أتناول برغر، فلن أرغب في أن ألقي نظرة على عدد السعرات الحرارية الموجودة فيه. ولا أعتقد أن وضع عدد السعرات الحرارية على القائمة فكرة جيدة، إنها فقط ستجعل الناس أكثر وعيًا بالأمر».

وقالت ساره جين دياز، ممثلة وتمتلك أحد المطاعم: «إن وجود عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يحبط الغرض من تناول الطعام». وأوضحت: «لن أقوم بوضع عدد السعرات على قوائم الطعام لدي».

وأكدت بريا كاركيرا، اختصاصية تغذية أن القوائم التي تدرج عدد السعرات الحرارية قد تكون إحدى الدعائم التي تمنع الأمراض المتصلة بالأساليب الحياتية. وأضافت: «إن العادات الغذائية غير السليمة قد تسبب السمنة التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري وأمراض القلب ومشكلات الهضم. لقد حان الوقت ليعلم الناس التداعيات الصحية لما يتناولونه من طعام».

نظام وضع عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يصل إلى آسيا
نظام وضع عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام يصل إلى آسيا


تعليقات: