تســرب زيبــار الزيتــون إلى بئر الكفير الارتوازية يلوث مياهها

ضرب زيبار الزيتون مجددا مياه الشفة العائدة لبلدة الكفير، التي يقطنها نحو ثلاثة آلاف شخص، وذلك بعدما تسربت كميات كبيرة من مخلفات ثلاث معاصر، عبر مسالك طبيعية جوفية مخفية، من الصعب تحديدها ويستحيل تحاشيها، إلى البئر الإرتوازية الوحيدة، التي تروي البلدة، البالغ عمقها نحو 300 متر، فكان أن توزعت المياه الملوثة عبر خط التغذية الرئيسي، وصولاً إلى الشبكة العامة، ومن ثم إلى الخزانات الخاصة في المنازل، لتنتج أزمة مياه خانقة في عز الشتاء، بحيث بات يقتصر تزويد البلدة على مياه عين صغيرة، تؤمن نسبة متدنية من حاجة السكان، الذين لجأوا إلى صهاريج المياه كحلّ مؤقت مكلف مادياً، وذلك ريثما تتمكن الجهات المعنية ومنها البلدية من إيجاد حل للمعضلة.

ووصف رئيس البلدية صالح نوفل الوضع بـ«المأساوي والخطر»، وقال «لم توفق بلدتنا بحلّ جذري لأزمة مياه الشفة، فعلى مدى أكثر من ربع قرن عملت جهات مانحة عدة، إضافة إلى مجلس الجنوب، وفي أوقات متقاربة على حفر ست آبار ارتوازية في خراج البلدة، بحيث فشلت جميعها في تأمين الحد الأدنى من حاجة البلدة للمياه. ومنذ عدة سنوات نجح مجلس الجنوب في تأمين المياه عبر حفر بئر في الطرف الغربي للبلدة، تم تدشينها في عيد التحرير عام 2000، بحيث استمرت البئر وعلى مدى عدة سنوات في تغذية البلدة بالمياه وبكمية وافية»، لافتاً إلى أن تلك «النعمة لم تدم طويلا، فكان ما لم يكن بالحسبان، فقد تفاجأنا منذ عامين بتسرب كميات من زيبار الزيتون ومياه الصرف الصحي، ما أدى إلى تلوثها بشكل مخيف، فباتت مياهها بلون وطعم ورائحة، فالتلوث الذي ضرب البئر في تلك الفترة طاول الشبكة العامة والخزان الرئيسي إضافة إلى خزانات المنازل، بحيث كانت هناك صعوبة في تنظيفها بشكل جيد. وقد استغرق ذلك عدة اسابيع، ومنذ أيام تكررت المأساة وعاد التلوث إلى البئر من جديد». وأشار نوفل إلى أن المياه الملوثة دخلت إلى المنازل مرة ثانية خلال أقل من 3 سنوات، «ما اضطرنا إلى وقف الضخ، ومن ثم طلبنا من أصحاب المعاصر عدم رمي الزيبار في الجدول عند أسفل البلدة، حيث تتسرب عبره تلك المادة إلى البئر، التي تبعد عن المعاصر نحو ثلاثة كيلومترات، ومن ثم باشرنا عملية تنظيف البئر عبر الضخّ إلى خارجها وبعد أكثر من اسبوع لا تزال مياهها ملوثة»، لافتاً إلى بذل أهالي البلدة جهودا كبيرة لتنظيف خزاناتهم، حيث يواجهون صعوبة في ذلك، كما هناك صعوبة في تنظيف خط الضخ والشبكة الداخلية، في ظل أزمة مياه خانقة، وخوف من تفشي الأمراض بسبب تلك المياه، والتي يمكن أن يكون الأهالي قد استعملوها قبل اكتشاف تلوثها».

واعتبر نوفل أن «الحل المؤقت يبدأ بضبط زيبار الزيتون الناتج عن عدة معاصر، والذي يتسرب في مجاري السواقي، فعلى الجميع في البلدة المساعدة في حصره ونقله بعيدا، وهناك أيضا مسؤولية كبرى على الجهات المعنية في وزارتي البيئة والصحة في ضبط الوضع الشاذ»، وقال: «أرسلت البلدية كتاباً إلى قائمقام حاصبيا وليد الغفير، أوضحنا فيه الوضع وطالبنا بمساعدة الجهات الفنية والبيئية، لكن كل ذلك يبقى حلا محدودا، فالمطلوب حلّ جذري للمعضلة، عبر حفر بئر جديدة بعيدة عن تلك السواقي وخارح إطار التلوث»، مناشدا «الجهات المسؤولة العمل على رفع التلوث عـــن البئر، الذي بتنا نخشى من مياهه، لأن التلوث كيميائي كما ظهر في أعقاب فحص مخبري أجريناه مؤخرا».

مختار البلدة توفيق الحلبي، شدّد على ضرورة عدم التساهل مع الأمر «لأنه يهدد صحة جميع الأهالي بشكل عام»، مطالباً «وزارة الصحة بضرورة الإسراع وإرسال خـــبراء لإجراء فحوصات مخبرية لمياه البئر، وحتى الآن وعلى الرغم من مرور فترة طويلة على إقفالها، فإن أي جهة معنية، لم تكلف نفسها حتى عناء السؤال عما هو حاصل».

تعليقات: