مقتل اللبناني جمال المرتضى في ألمانيا

صورة نشرتها وسائل الإعلام الألمانية، تظهر صورة شمسية لجمال، وحولها عناصر من الشرطة الألمانية قبالة المطعم
صورة نشرتها وسائل الإعلام الألمانية، تظهر صورة شمسية لجمال، وحولها عناصر من الشرطة الألمانية قبالة المطعم


القاتل مأجور محترف والدوافع مجهولة:

مقتل اللبناني جمال المرتضى في ألمانيا

قُتل المغترب اللبناني في ألمانيا جمال المرتضى (41 عاماً)، قبل ثلاثة أيام، في جريمة غامضة نفذها قاتل مأجور ملثم اقتحم مطعم «علاء الدين» الذي يملكه المغدور، في مدينة دوبلن التابعة لمقاطعة ساكسونيا شرق ألمانيا، مطلقاً عليه أربع عيارات نارية: رصاصة في الصدر، وأخرى في العنق، وثالثة في العين اليمنى ورابعة في عينه اليسرى.

وصنّفت الشرطة الألمانية الجريمة في خانة «الجرائم المحترفة»، مؤكدة أن «التحقيقات الأولية تشير إلى استخدام قاتل مأجور في العملية، التي لا تزال دوافعها مجهولة، خصوصاً أن القاتل لم يترك أي رسالة أو بصمات، كما أنه لم يقدم على سرقة أي شيء من المطعم».

وأفاد السفير اللبناني في برلين رامز دمشقية «السفير»، أن «السفارة لم تعلم بالجريمة إلا من خلال الصحف الألمانية وشاشات التلفزة التي اهتمت بالموضوع على نحو بالغ»، مشيراً إلى أن «البوليس الألماني لم يسألنا عن جمال، وبالتالي فإننا لا نعرف حيثيات الجريمة التي ربما تكون دوافعها مالية».

وفيما استبعد دمشقية أن تكون دوافع الجريمة «مرتبطة بضلوع جمال في عمليات تهريب مخدرات أو ارتباطه بمافيات»، لفت عمر الحلبي، الذي كان صديق جمال، إلى أن المغدور «ردد أكثر من مرة قبل مقتله بحوالى شهر، أنه ملاحق ومهدد بالقتل، من دون أن يوضح الأسباب».

وفي اتصال هاتفي مع والدة جمال، التي وصلت إلى ألمانيا أمس، أشارت الأم لـ«السفير» إلى أن الشرطة الألمانية حققت معها حول «كل شاردة وواردة أعرفها عن جمال»، وأسباب هجرته إلى ألمانيا من روسيا قبل عشر سنوات، لافتة إلى أن «الشرطة أكدت أنها لا تملك أي معلومات حول أسباب الجريمة، وقد استنفرت أجهزتها الأمنية كافة لملاحقة القاتل».

وبعد تحقيق الشرطة «الموسّع» مع الأم، سمحت لهم بتفتيش منزل ابنها والمطعم الذي كان يملكه، ثم توجهت لإتمام مراسم نقل الجثة، بعد تشريحها «لأسباب أمنية»، فإرسالها إلى لبنان.

وكثّفت الشرطة الألمانية، أمس، التحقيق مع الشهود العيان، الذين أكدوا أن القاتل كان ملثماً، واقتحم المطعم عند الثامنة ليلاً، ثم غادر، من دون أن يوضحوا إن كان ثمة سيارة تنتظره خارج مسرح الجريمة، وبالتالي تزويدهم برقم لوحتها، كخيط أمني أولي يساعد الشرطة في تحقيقاتها. وأجمعت إفادات أصدقاء جمال أن المغدور لم يكن «متشدداً دينياً، بل كان منفتحاً على الجميع، ومحبوباً من كل معارفه، غير أنه كان يحمل سرّاً ما قبل وقوع الجريمة بحوالى شهر، ولم يفصح عنه نهائياً»، لافتين إلى أن الوضع المالي لجمال كان «متأرجحاً».

كما أكد أصدقاء جمال أن «ألمانيا اهتزت بخبر الجريمة، بسبب الغموض الذي اكتنفها من جهة، وجراء الأسلوب الشنيع الذي نفذت فيه من جهة ثانية»، مشيرين إلى أن «وسائل الإعلام في المقاطعات كافة، تناولت خبر الجريمة منذ اليوم الأول وحتى الأمس، بالإضافة إلى أن الجريمة بثت الهلع عند المواطنين الألمان».

وفيما أبدت عائلة المغدور أسفها من تعامل السفارة اللبنانية في برلين مع الجريمة، «إذ انها لم تخبرنا بالموضوع نهائياً، ولم تتواصل مع الشرطة لمعرفة التفاصيل»، فقد أشار دمشقية إلى أن «السفارة معنية بالتعاون مع العائلة لإتمام مراسم نقل الجثمان إلى لبنان فقط».

يذكر أن جمال كان بصدد زيارة لبنان في الشهر الحالي، بعد غيابه عن وطنه لحوالى 25 عاماً، كما أنه كان متزوجاً من سيدة روسية ولهما ابن اسمه محمد دانيال، يبلغ من العمر خمسة أعوام.

جعفر العطار

تعليقات: