مهنا يحاضر في مؤتمر القارات الخمس في ليون في فرنسا

الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية يحاضر في مؤتمر القارات الخمس في ليون في فرنسا
الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية يحاضر في مؤتمر القارات الخمس في ليون في فرنسا


مهنا يحاضر في مؤتمر "القارات الخمس" في ليون في فرنسا

حول العمل الإنساني والربيع العربي والعولمة: "في عالم واحد مستقبل واحد لكل الشعوب"

ألقى الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان محاضرة في جامعة كلود برنارد في ليون، في إطار مؤتمر "القارات الخمس" حول العمل الإنساني والربيع العربي والعولمة، وشارك معه وزير الصحة في هايتي ورئيس ونائب رئيس جمعية أطباء العالم وناشطة اجتماعية من راواندا.

ولقد عرض مهنا في مداخلته لأربعة مراحل مرّ بها العمل الإنساني، الأول في مرحلة الاستعمار الفرنسي البريطاني لمناطق في آسيا وأفريقيا وإبان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكان طابعه تبشيري إحساني يعمل بتوجهات الدول المستعمرة. وجاء بعدها العمل الإنساني الملتزم المتضامن مع قضايا الشعوب العادلة في مرحلة الستينات والسبعينات إبان حرب فييتنام والمد القومي العربي وانطلاق المقاومة الفلسطينية واعتماد نظرية البؤر الثورية الجيفارية، تلتها المرحلة الثالثة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وجوار برلين حيث اعتمدت سياسة اقتصاد السوق في ظل العولمة، إذ تراجع دور "دولة الرعاية"، حيث الأغنياء يزدادون غنى والفقر فقراً والهوة تتسع بينهما، فبات العمل الإنساني الذي اعتبرته منظمة الأمم المتحدة "قطاعاً ثالثاً، يغلب عليه الطابع المهني التقني، يلتزم قسم كبير منه "بأجندات" الجهات الممولة والتي غالباً لا تكون في مصلحة قضايا الشعوب العادلة. وفي المرحلة الآنية ومع بزوغ الربيع العربي و "حركة الغاضبين" في دول العالم، نعمل لكي نعود إلى العمل الإنساني التضامني مع قضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين المركزية، وأن نتخلص من سياسة الكيل بمكيالين والقياس بمقياسين، فشاليط جلعاد الإسرائيلي الفرنسي يضج الإعلام في كل الحكومات من أجل إطلاق سراحه بينما صلاح الجوهري الفرنسي الفلسطيني القابع في سجون إسرائيل منذ عام 2005 قضية شبه منسية، وهكذا دواليك. وإن هيمنة الشركات العملاقة العابرة للقارات على الاقتصاد العالمي يعزز العودة إلى الانتماءات الأولية حيث التأثيم والتحريم والتجريم والتي تتعارض مع ثقافة المواطنة.

لقد دخل الحراك العربي في مسار يقوده الجيل الجديد سلاحه الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي المقدمة قضية فلسطين، باتت ملهمة لشعوب العالم خاصة في الغرب الذي يزداد في مجتمعاته أعداد المهمشين والعاطلين عن العمل.

وأشار مهنا إلى أن مؤسسة عامل الدولية تناضل مع شركائها في منظمات المجتمع المدني في الشمال والجنوب، في ظل القرية الكونية، في مواجهة سياسة الحكومات الجائرة، من أجل مستقبل واحد للشعوب وأن توزع الثروات في العالم توزيعاً عادلاً، لا أن يكون 20% من شعوبه تتمتع بـ 80% من ثرواته. وأن العمل الإنساني يجب أن يكون هاجسه قضايا الشعوب العادلة، وأي عمل إنساني لا تكون قضية فلسطين العادلة إحدى أولوياته ليس بالعمل الإنساني.

ولقد لاقى طرح د. مهنا تجاوباً لدى الحضور وهذا يؤشر على مدى التغيير الحاصل في الرأي العام العالمي واستلهام الحراك العربي وتوسع حركة الغاضبين في العالم ضد سياسات الحكومات الجائرة.

تعليقات: