جمول: عيدها.. عيدنا!

جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية


ان عشت فعش حرا

او مت كالاشجار وقوفا ، وقوفا ، وقوفا كالاشجار

جمول

16 ايلول 1982

اعلان ولادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لطرد العدو الصهيوني الذي وصل في احتلاله الى بيروت عاصمة لبنان

بضع عمليات متتالية وسريعة في العاصمة كانت كفيلة باعلان العدو عبر مكبرات الصوت : يا اهالي بيروت لا تطلقوا علينا الرصاص ، سنغادر سريعا ، لا تطلقوا الرصاص... وهكذا كان ، وبدا تقهقر العدو وبدات ملاحقته في الجبل ، في ضواحي بيروت ، في عالية ، في الحدث ، في كفرشيما ، في الشويفات . حيث تراجعت قواته تم ضربها او الكمون لها ، وكلية العلوم و وادي الزينة خير مثال : ان تقدم العدو خلدة والحمراء وكلية العلوم في الانتظار وان انسحب طريق الحدث ووادي الزينة والرميلة و طرق صيدا وصور والنبطية كمائن تربك فلول المنكفئين ، وتضربهم وتحاول تكبيدهم اكبر خسائر ممكنة

من نصر الى نصر ، تتابعت المعارك ، هزيمة بعد هزيمة تلقاها العدو المندحر ، انخراط لكل القوى الوطنية الحية في معركة تحرير الارض ، وملاحقة الغزاة الصهاينة . كيفما تراجعوا واينما حلوا او تخفوا او استقروا ، لتنتهي الصورة على انسحاب للعدو من بيروت والجبل والاقليم ، ، من عرمون والحازمية والحدث ، من البقاع وراشيا ، من صيدا وصور والنبطية ،انكفا العدو ( الذي لا يقهر كما تصور نفسه ) خائبا ، ليرسم له في جنوبنا الغالي شريطا حاول ان يحمي وجوده فيه بالحديد والنار. لكنه كان اعجز من ذلك .

في الحقيقة ان المقاومة للعدو من قبل المقاتلين الوطنيين والاهالي تمت قبل ذلك بكثير ، وكل مداخل قرانا عرفت معارك تصد وبطولات رائعة ضد العدو وعملائه ، الذي كان يتعدى يوميا على قرانا الجنوبية قصفا وقتلا وتدميرا من غير ان ننسى مجازره في حولا والخيام وقانا والعباسية وتولين الخ

انما في السادس عشر من ايلول عام 1982 ، كان العدو قد تقدم في شوارع غربي عاصمة لبنان : بيروت ، خلافا للاتفاق الذي يحمل اسم فيليب حبيب ، تبعا لذلك اصدر الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل والتنظيم الناصري وحزب العمل الاشتراكي العربي ، نداءا مشتركا اذاعه كل من جورج حاوي ومحسن ابراهيم يدعوا الى مقاومة الغزاة وطردهم من لبنان والمباشرة الفورية في العمليات العسكرية ضد العدو الاسرائيلي المحتل تحت اسم جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية : جمول

جمول : اختصار لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

مجموعات شبابية شتى من كل اماكن لبنان من بقاعه الى شماله ، من جبله الى ساحله ، من عاصمته الى ضاحيته الى اقليمه الى جنوبه ، امتشقت حبها للارض ا وعشقها للشمس وللحرية ، تقدمت تلاحق العدو حيث تقدم او حيث تقهقر، حيث مر او حيث اقام او حيث احتل . لم يخافوا طائرات العدو ولا ترسانته الفتاكة ، لم تثنهم الاصابات ، بل قدموا الدماء رخيصة من اجل الوطن ، استشهد الكثيرون منهم ، ومن بينهم صبايا كثيرات ، وجرح الكثيرون واسر البعض . في العملية الواحدة كانوا كتفا الى كتف من كل الملل والطوائف ، صبايا وشباب من كل بقاع لبنان وسطه واطرافه وجبله ، القافلة متدت طويلا و اخذت مدادها من من كل ارجاء الوطن ، فلعرسال مكان ، ولعكار مكان ، لكفرمتى وعبية والقرعون وبعلبك والمجدل امكنة ، الخيام قدمت حصتها ومثلها ابل السقي وكفرحمام وصور والنبطية وطرابلس وصيدا كما اقليم الخروب ، لبنان كله كان مشاركا ، الجميع تسابق على بذل التضحيات من اجل طرد العدو من ارضنا ، كنت اود ان اذكر اسماءابطال ممن استشهدوا في سبيل تحرير الوطن او تم اسرهم لكن الكثرة منعتني ، كنت اود ان اذكر اسماءاكثيرة لمقاتلين ابطال كانت لمساهماتهم اليد الكبرى في هزيمة عدونا لكنني خفت المجازفة والتقصير والنسيان

المجد لكم ، لكم العز ، لكم نحني قاماتنا والجبين ، يا ابطال مقاومتنا المجيدة ، بكم نرفع الرؤوس عالية لتطال الشمس ، لكم نغني فلقد بادرتم ...ان ترمي حجرا في الماء الراكد ، تندلع الانهار . لقد بادرتم وصنعتم المعجزات.

المقاومة الاسلامية اكملت المهمة ودكت اماكن وجود المحتل ومراكزه اينما نبتت ، وكان التحرير وانكفاء العدو عن معظم ارضنا مدحورا خائبا منكسرا عام 2000 ،هذا التحرير الرائع ليس الا الحصيلة الطبيعية لتضحياتكم ايها الابطال ولتضحيات كل شعبنا الابي المقاوم ، الذي استطاع قهر العدو مجددا عام 2006 وقالها مرة اخيرة للعدو ، لن تمر من هنا ، لن تمر من ارضنا ، لن تمر

* عزت رشيدي (عضو المجلس البلدي في الخيام)

تعليقات: