معتقل الخيام شاهد على همجية العدو خلال الإحتلال وبعد التحرير

جانب من معتقل الخيام
جانب من معتقل الخيام


متى تتم إعادة البناء ليُؤرّخ الإجرام والحقد الإسرائيلي؟

الأسرى المحررون يأملون بتحسين أوضاعهم المعيشية

بعد مرور 10 أعوام وبضع أشهر على تحرير المنطقة من العدو الإسرائيلي، ما زال <معتقل الخيام> الذي يُعتبر من أهم معالم الإجرام والحقد الصهيوني، على حاله من الدمار والخراب، وينتظر الرعاية والإهتمام والترميم، وحكايات زنزاناته ورمزيته للمقاومين وللشعب اللبناني، ما زالت منسية وبات وضعه المزري يُشكل خطراً على ضياع الإنتصارات التي حققها الشعب اللبناني عبر مقاومته··

هذا المعلم المنسي منذ التحرير، يعيش في عزلة حقيقية قاتلة، وما زال على وضعه بالرغم من مرور خمسة أعوام على تدميره بالكامل خلال حرب تموز 2006، حيث ما زالت مقومات <معتقل الخيام> وحكايات الأسرى وآلامهم التي تطايرت وتناثرت في أرجاء المنطقة بعد التدمير الهمجي الصهيوني، تنتظر صحوة ضمير داخلية في إعادة ترميمه ولو بالحد الأدنى، وكذلك ضمان إستمرار الخدمات الاجتماعية والمعيشية للأسرى··

وما زالت ذاكرة تسعة آلاف أسير لبناني تعاقبوا على المعتقل <معقل الأحرار>، شاهدة على حقيقة هذا العدو وممارساته العدوانية والبربرية وجرائمه الوحشية··

<لــواء صيدا والجنوب> قام بجولة استطلاعية في المعتقل الذي ما زال على حاله مدمراً حزيناً، ينتظر مد يد العون لإنتشاله من كبوته وصمته المطبق، والتقى بعدد من الأسرى الذين عبّروا عن حزنهم العميق لإستمرار غياب الدولة في توفير الخدمات لهم، وعدم قدرة المؤسسات الخاصة والرسمية على إعادة ترميمه بالشكل الذي يحفظ ذكريات الأسرى ومعاناتهم وتاريخهم المقاوم··

صحيح أن العدو الإسرائيلي إنتقم من <معتقل الخيام>، الشاهد الأعظم على همجيته ووحشيته بحق الإنسانية، لكن استمرار غياب الدولة عن تأهيله وتوفير كافة الخدمات للذين دفعوا أثمان باهظة لبقاء الوطن، يعتبره البعض أشد فتكاً وقسوة من وحشية العدو·

هذا المعتقل الذي دخل ذاكرة الوطن وأصبح شاهداً حياً على إيمان وتضحية المناضلين، وعلى بربرية وإرهاب المعتدين، سيعلمنا ويعلم أجيالنا بأن النار لا تحرق حقاً، وأن الظلم لا يبني سلاماً، ولا يستطيع الخيال، أن يطرح المأساة لكنه لا يستطيع أن يتجاوز الواقع المرير الذي كان يعانيه الأسرى والمعتقلون·

رمز الحرية والإستقلال { الأسير المحرر علي خشيش، اعتبر <أن المعتقل هو منزلي الثاني بعدما اعتقلت به لمدة 10 سنوات قضيت فيها شبابي، وهو بمثابة معلم سياحي بإمتياز ورمز للحرية والإستقلال، وهذا يتطلب تجاوب الدولة وتأهيله بعد تعرّضه لتدمير كامل في عدوان تموز 2006، ومن هنا يجب أن تعطى هذه الفئة كامل حقوقها على كافة الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وأن تراعي الدولة التغييرات التي تطرأ على المجتمع، لكي لا تهمش هذه الفئة>·

{ الأسير المحرر محمد ياسين (من بلدة دبين) قال: هذا المعتقل كان رمزاً للوطنيين الأحرار الذين تعذبوا وعانوا الويلات الجسدية والنفسية، وتبيّن للعالم كله همجية الدولة الغاصبة لحقوق الشعوب المستضعفة والدولة المحتلة لأرض فلسطين ولجزء من جنوب لبنان، وبعدما أصبح هذا المعتقل متحفاً ومعلماً أثرياً لكل العالم ولكل الكتّاب العرب والأجانب والأوروبيين، قام العدو بتدميره لكي يخفي آثار الإرهاب والإجرام التي كان يُمارسه بحق المقاومين·

وأضاف: هذا العمل الوحشي التي قام به العدو الإسرائيلي في المعتقل من تدمير منهجي متعمد لهذا المعلم السياحي، يتطلب رعاية جادة من قبل المسؤولين في الدولة، الذين ما زالوا بعيدين عنه حيث ما زال مدمراً، وهذا أمر مؤسف وحزين بالمقارنة مع ما قدمناه من تضحيات في سبيل الوطن·

قضية الاعتقال الاعتقال حكاية جرح بليغ بدأها العدو الإسرائيلي في اللحظات الأولى من احتلاله لفلسطين في العام 1948، وكرّسها كجزء من غطرسته الوحشية التي مارسها ضد الأبرياء والمدنيين في كل قرية ومدينة على حدٍ سواء·

وبعد العام 1967 بلغ الإعتقال ذروته، حتى أن هذا العدو لم يستثن من وحشيته هذه شيخاً أو امرأة أو طفلاً، بهدف إلقاء الرعب في نفوس المواطنين الأبرياء، وكسر إرادة الحرية والمقاومة والكفاح لديهم، وغالباً ما ترافقت عمليات الإعتقال مع التدمير والعدوان المستمرين· والإعتقال أحد الأساليب الناجعة التي استخدمها العدو لتثبيت سيطرته على الأجزاء التي يحتلها داخل فلسطين أو خارجها، ولم يكن بمقدور هذا الكيان أن يحكم احتلاله وغطرسته للأرض، لولا أعداد المعتقلات التي كانت بمثابة الدعامة الأساسية لتكريس احتلاله للأرض وغطرسته وإذلاله لإرادة الإنسان·

<معتقل الخيام> <معتقل الخيام> شغل بال العالم لأكثر من عقدين من الزمن، منذ العام 1984 وحتى العام 2000، كان الداخل إليه مفقود والخارج منه مولود، تعرّض لتدمير كامل خلال عدوان تموز 2006·

ففي مطلع العام 1985 أقفل العدو الإسرائيلي <معتقل أنصار> ليبقى ذاكرة في الوطن، مستحدثاً بذلك معتقلاً آخر في بلدة الخيام - قضاء مرجعيون داخل المنطقة المحتلة من جنوب لبنان، مولياً إدارته لميليشيا العميل انطوان لحد·

و<معتقل الخيام> كان عبارة عن ثكنة عسكرية بناها الإستعمار الفرنسي في العام 1933، على أساس أنها إسطبلات لخيوله، ويقع وسط تلة إستراتيجية تُشرف على منطقة أصبع الجليل - شمالي فلسطين المحتلة، وتطل على مرتفعات الجولان لتصل إلى قمة جبل الشيخ من ناحية الشرق مقراً لقواته المرابطة في جنوب لبنان مستخدماً إياها كزنازين للاعتقال·

ومع استقلال لبنان في العام 1943، تحولت ثكنة الخيام إلى ثكنة عسكرية للجيش اللبناني، وإبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في آذار من العام 1978، اتخذ العدو ثكنة الخيام كمركز رئيسي للتحقيق والإستجواب، في مقابل مركز القيادة والتجمع العسكري في ثكنة مرجعيون، قبل أن يُحولها إلى معتقل رئيسي لقواته مطلع العام 1985، إثر انسحابه من الجبل وصيدا والزهراني وصور على وقع عمليات المقاومة·

تألف <معتقل الخيام> من عدة مباني تضم حوالى 67 زنزانة جماعية، هذا بالإضافة إلى عدد من الزنازين الإنفرادية، بحيث لا تتعدى الأولى منها بين 2-3 عرضاً وطولاً بمعدل ارتفاع لا يتجاوز المترين، يحشد فيها حوالى 10 معتقلين <ينامون بين رأس وكعب>، فيما الزنزانة الإنفرادية فهي متباينة من حيث شكلها وأسلوب التعذيب فيها، فإنها تتراوح ما بين 50-50 بإرتفاع يصل بين متر واحد فقط أو 90سم ? 90سم بالإرتفاع نفسه في أحسن الأحوال، ويبقى السجناء في هذه المساحات الضيقة أشهراً طويلة لا يرون فيها الشمس ولا الهواء، وأكثر من هذا فإن المكان الذي ينامون فيه، هو نفسه الذين يأكلون فيه ويغتاطون فيه أيضاً في دلو بلاستيكي موضوع داخل الغرف·

كان يشرف على المعتقل جهاز من الميليشيات تأتمر بإمرة عدد من الضباط العدو وجهاز <الموساد>، بينما كان المحققون يقيمون في مبنى خاص لهم يتناوبون مع زملائهم في هذا الموقع·

يعتبر <معتقل الخيام>، المركز الأول بعد مراكز التحقيق الفرعية التي كانت منتشرة في مناطق عدة في جنوب لبنان منها: ثكنة مرجعيون ومقر قيادة الـ 17 في بنت جبيل ومراكز التحقيق في العليم·

ينقسم <معتقل الخيام> إلى 20 قسماً: المدخل، غرف المواجهة، غرف منامة للعملاء، مكتب المسؤول العسكري، مطبخ السجن، مطعم للعملاء، خزان مياه، برج مراقبة، سجن رقم 4، سجن النساء، غرفة الشمس، قسم التحقيق والتعذيب، قسم ترفيه للعملاء، سجن رقم 1، زنازين إفرادية، عامود التعذيب، سجن رقم 2 وسجن رقم 3، مراحيض، غرف المولد ومكاتب للحراس· وغرف الزنازين·· هذه دمرها العدو الإسرائيلي بالكامل خلال حرب تموز 2006·

لمحة عن الأسير المحرر علي خشيش

ألبوم صور جمعية الوفاء التعاونية لتأهيل أسرى المعتقلات الإسرائيلية

الحلقة الأولى: "يوم زجّي في معتقل الخيام"

الحلقة الثانية: "أيام التعذيب والمعاناة التي عشناها..."

الحلقة الثالثة: "رحلة العذاب التي عشناها بين الغرف في معتقل الخيام"

الحلقة الرابعة: "الانتفاضة الكبيرة في معتقل الخيام"

الحلقة الخامسة: "الهروب الكبير من معتقل الخيام.."

الحلقة السادسة والأخيرة: "مراحل الاعتقال في سجن الخيام"

للملاحظات أو لمزيد من المعلومات 359121 /03 (الرقم الخاص لعلي خشيش)

دمار المعتقل بعد عدوان تموز
دمار المعتقل بعد عدوان تموز


الأسير المحرر علي خشيش
الأسير المحرر علي خشيش


ساعة الإفراج عن الأسير علي خشيش
ساعة الإفراج عن الأسير علي خشيش


تعليقات: