الصبار.. صبر مزارعي حاصبيا

صبّار حاصبيا
صبّار حاصبيا


تختزن منطقة حاصبيا مساحات غير قليلة من الاراضي المزروعة بالصبار أو "الصُبّير" كما يحلو للبعض، فيما يسمّيه أهالي المنطقة بالصبر، مطمئنين الى أن أشواكه تحمي ثماره من العبث، وخاصة من الحيوانات التي ليس لديها حيلة معها.

الرائج عن الصبار انه لا يؤذي المصابين بداء السكري إذا تناولوه رغم مذاقه السكري المميز، بسبب الحبوب السوداء في الاكواز والتي تشبه الى حد بعيد حبة البركة، والتي تقوم بدور "ركلجة" السكر بالدم وتحمي المصاب من السعرات الحرارية الاضافية، فإن الدراسات العلمية توصلت الى امكان استخراج الزيت من الصبار الذي عرّفته بزيت التين الشوكي، ليتبين انه مشهور بفوائده المضادة للتجاعيد. كما انه يستخدم حالياً، وان بطريقة محدودة، في مجال مستحضرات التجميل. ما جعل كميات الزيت القليلة جداً المستخرجة من ثمار الصبار، الأغلى ثمناً في العالم، ليصل الليتر الواحد منه الى أكثر من 1200 دولار أميركي.

كما تتأقلم نبتة الصبار مع الظروف المناخية، يتأقلم العديد من أبناء حاصبيا معها ويحوّلونها مصدر رزق. والأمر نفسه في غير منطقة في لبنان. ويساعد في ذلك أن الطقس في لبنان يلائم هذه النبتة. وقديماً كان رأس بيروت، وخصوصاً محلة ساقية الجنزير عبارة عن "كروم" من الصبار. وهذه النبتة غير المكلفة، مالاً وجهداً وماءً، تحمي نفسها بنفسها، وجل ما هو مطلوب أن تقطف ثمارها في أوانها من منتصف تموز حتى منتصف أيلول من كل سنة وتسويقها واستثمارها. ورغم ازدهار ظاهرة استثمار هذه النبتة، الا أن لبنان لم يدخل مضمارها الصناعي، كما هي الحال في المغرب حيث بات هناك مختبرات تصنيع زيت الصبار. ولعلّ السبب، اضافة الى الاهمال الرسمي، هو ان استخلاص ليتراً واحداً من هذا الزيت يحتاج الى ثمانية أطنان من الصبار. وفي المغرب هناك معصرة وحيدة تعمل في هذا المجال وهي تنتج بمعدل عشرة ليترات شهرياً، بعد أن تعصر بذور هذه الثمرة "المفيدة لمرضى السكري" على حرارة متدنية بواسطة آلات خاصة. ويقول الباحث المغربي محمد بوجناح ان هذا الزيت غني بالفيتامين (إي) ويحتوي على مضادات التأكسد.

تعليقات: