حاصبيا ومرجعيون من دون جامعة والطلاب ضحايا الإهمال والوضع المعيشي الصعب

الجامعة اللبنانية
الجامعة اللبنانية


حاصبيا ـ

أجريت الإمتحانات الرسمية للمرحلة الثانوية وبدأ البحث عن نوع الإختصاص الجامعي والجامعة الأقرب والأنسب والأرخص للطلاب، وتواجه طلاب مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون معضلة ليس في إختيار الإختصاص فحسب إنما الجامعة الأقرب وهي مشكلة دونها مشاكل، إذ أن أقربها تبعد ما بين 30 و 80 كلم، وذلك بمعزل عن الإختصاصات المتوافرة، لذا فإن المطلب الأساسي والملح لهؤلاء الطلاب ولذويهم ولفعاليات المنطقة هو إنشاء فرع للجامعة اللبنانية أسوة بباقي المناطق اللبنانية، على ان تضم تنوعا في الإختصاصات، اقله ما يتناسب مع حاجيات المنطقة من كوادر علمية متخصصة، وهذا المطلب يتجدد مع نهاية كل عام دراسي، رغم المناشدات والمطالب والوعود إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

ويتمنى النائب السابق منيف الخطيب ان يشمل الإنماء المتوازن المناطق النائية لا سيما مناطق العرقوب وحاصبيا ومرجعيون التي ما زالت تعيش تحت وطأة التهديدات الإسرائيلية، كذلك الإهمال المزمن، معتبرا ان الواجب الوطني يقتضي العمل على ايفاء المواطنين حقهم اقله في العمل والتعلم، وان ايجاد فروع لكليات الجامعة اللبنانية بات ضرورة ملحة لا سيما الإختصاصات التي تساهم في خدمة المنطقة كالزراعة والعلوم المهنية والتقنية.

ويرى رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، الذي كان حتى الأمس القريب محاضرا في جامعات فرنسا والجامعة اللبنانية، ان"عدم وجود فروع للجامعة اللبنانية في هذه المنطقة مشكلة وسبب نزوح القسم الأكبر من الأهالي نحو العاصمة والمدن الرئيسية ، ما يساهم في تفريغ المنطقة من اهلها وافتقارها الى المقدرات العلمية المتخصصة".

مضيفا، "نحن كبلدية نسعى بشكل دائم مع اتحاد بلديات العرقوب وبلديات المنطقة وفي كل لقاء مع الجهات المختصة وكل من نلتقيه من نواب ووزراء ومعنيين الى اثارة هذا الموضوع المهم على كل المستويات التربوية والثقافية والإقتصادية وغيرها ما يساهم في انعاش المنطقة وبقاء الناس في ارضهم وتطويرها وتخفيف العبء عن الجنوبيين عموما وابناء المنطقة خصوصا، الذين دفعوا الكثير جراء الإعتداءات الإسرائيلية، وهي التي ما زالت في المواجهة بامكانات ضعيفة وشبه معدومة، إلا انه حتى اليوم لم نلق الا الوعود والتمنيات".

وتساءل: "هل يعقل ان تبقى المنطقة ، بعد عشر سنوات على التحرير، من غير فرع للجامعة اللبنانية؟".

ويقول الرئيس السابق لبلدية مرجعيون ،الناشط في المجتمع المدني المهندس فؤاد حمرا : "منذ التحرير ونحن نسعى الى افتتاح فروع جامعية ولكن رغم اللقاءات المتكررة مع مسؤولين في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة والوعود الا ان ذلك لم يثمر حتى الآن وبتنا لا نعرف السبب الحقيقي الكامن وراء هذا التجاهل والإهمال بحق المنطقة واهلها "، لافتا الى ان "اقامة جامعة في المنطقة امر ضروري جدا لبقاء الناس وعدم تفريغها من جيل الشباب".

ويواجه الطالب محمد عقل من الهبارية الذي اختار اختصاص الهندسة مشكلة تتمثل في كيفية ترتيب وضعه المادي وانتقاله الى بيروت للدراسة فيها وما سيتكبده من عناء تأمين السكن والمصاريف والبعد عن العائلة وما اذا كان بامكان عائلته تأمين كل تلك المستلزمات حتى الإنتهاء من دراسته الجامعية.

ويقول: "لو تأمنت فروع للجامعة اللبنانية في منطقتنا لما كنا وقعنا في هذه المشاكل والهموم خاصة واننا خمسة اخوة في المنزل وكلنا طموح بان نواصل تحصيلنا العلمي، الا ان متطلبات ذلك كثيرة"، مؤكدا انه سيتحين اي فرصة للعمل الى جانب دراسته في بيروت للمساهمة ولو نسبيا في تخفيف الأعباء المادية عن والده.

حال عقل لا يختلف كثيرا عن زميله ابن حاصبيا سلام انيس عماشة الذي اختار الدخول الى كلية الحقوق لدراسة المحاماة، "والمكان الأقرب والأنسب هو الجامعة اللبنانية في زحلة وسأضطر للذهاب والإياب الى زحلة كل يوم مع ما يتطلبه ذلك من مصاريف يومية واعباء على اهلي، لذا فقد بدأت منذ انتهائي من الإمتحانات الرسمية بالعمل في محل لبيع المواد الغذاية في حاصبيا للمساهمة ولو بشكل بسيط للتخفيف من تلك الأعباء"، متمنيا على الجهات المعنية "ايجاد حل لهذه المشكلة التي تواجه ابناء المنطقة منذ ما قبل اجتيازهم المرحلة الثانوية".

تعليقات: