دموع العنب

بكيت لفراقك يا خيام دموعا ألهبت  أحضان العنب والرمان
بكيت لفراقك يا خيام دموعا ألهبت أحضان العنب والرمان


مهاجرة عنك أنا يا خيام

ليس بخاطر منى

بل من جرح الأيام

غادرتك وأنا طفلة

تركت ألعابها وأحبابها

بين تشققات الجدران

ما منحت فرصة لأودع أزهارك

وعتبات دارك

وأزقة شوارعك والاغصان

بكيت لفراقك دموع ألهبت

أحضان العنب والرمان

وأدمت عيون اللوز وأهداب شقائق النعمان

رحلت عنك حاملة

كؤوس الذكرى التى تصب

حسرة الفراق فى كل مكان

ذكرى قد حفرت ندوبها فى عروقى

أحترق لرجوعها كلما

رقصت فى خاطرى أجساد الريحان

أنا لم أنسى يا خيام

رائحة ترابك ولومة أحبابك

وقصائد الماضى التى تتدلى

من نبض النسيان

أنا لم أنسى عذابك وأشجارك وجبالك

التى تعلو فوق جبين الزمان

وها أنا ذا غريبة عنك

أتشوق لخطواتى فوق وديانك

وأشحذ منك العفو والغفران

فما ذنبى إن كان رصاص الغدر

قد ضيع الطرقات أمامى

وأظلم دروب العودة وأطفأ أحلامى

ما ذبنى إن أخرجتنى من نوافذك

وأحداق شرفاتك أيامى

أنا لم أنسى عطرك فوق بيوت الشهداء

وبين شتلات الصنوبر والسنديان

سأعود إليك يوما أحمل عشقى لك

وصبر قد أذاب بداخلى الخفقان

سأعود لأحتضن شمسك وماؤك

وثلج القرميد وحمم العنفوان

سأعود لألتقط نجوم سماؤك

وأنثرها فوق باقتى بأعذب الألحان

سأعود ولن أترك هذه المرة ألعاب أطفالى

أو صور أحبابى أو أجنحة

غفت فوق صدر العصافير

وتلحفت زقزقة الوروار والزعفران

سأعود لأرتوى من أباريق الفخار

وأغسل طيفى بمسامات

الجداول ونسمات الحنان

تعليقات: