ما أحلى الرجوع إليه


لنعد إلى الوراء مئات السنين لا بل آلاف.

هذا البلد الذي إسمه لبنان لم يشهد إستقراراً سياسياً، أو إقتصادياً طيلة هذه المدة من الزمن.

ومرَّ بمراحل عديدة وبتسميات مختلفة كلُّها مصطلحات إستعمارية، كالحكم العثماني الذي كان أطولهم عمراً مروراً بالإنتداب الفرنسي، كما يحلو للبعض أن يسموه.

ومن ثم الإحتلال الإسرائيلي الذي كان أقلُّهم زمناً لجهة عمر بقائه على أرض الجنوب.

والآن نواجه إحتلالاً غريباً عجيباً، لا مثيل له على الإطلاق، هو أن يحتل الإنسان نفسه!!.

نعم هذا البلد يحتلُّه سياسيوه، وهم أبناء هذا البلد الغريب العجيب، في تركيبته السكانية والسياسية.

نعم وألف نعم نحن نحتل أنفسنا، من منكم سمع بهذا النوع من الإحتلال؟؟.

أجل في هذا البلد كل شيء وارد، ولا غرابة في ذلك أبداً، مثلاً أن تنقطع الكهرباء لساعات وساعات كل يوم.

وقد أصبح هذا شيئاً عادياً، وأيضاً لا عجباً أن يتقدَم عشرون ألف طالب وظيفة لملأ عشرون وظيفة حكومية شاغرة.

وأن يظل عشرات ألوف الشباب بدون زواج والسبب عدم قدرتهم على إيجاد سكن لهم.

هذا هو لبنان الفقراء، وهناك لبنان آخر تتحكَّم به الفئة الأولى التي تعيش كما يحلو لها.

والشعب الذي ينتمي إلى الفئة العاشرة ولكل فئة لهذا البلد لها ربها، هذا هو لبنان الأسود الذي لم يكن أخضرا ولو ليوم واحد.

يا أبناء هذا البلد، أو أيها المحتلون ولستم حديثي العهد، أو الغزات الغير مرغوب بكم، لا تجعلوا هذا الشعب المحبط يقاتلكم ويحاربكم، كما لو كنتم أتراكاً أو فرنسيين أو إسرائيليين.

ولا تجعلونا نترحّم على كل من دخل هذا البلد محتلاً كان أم مستعمراً...

... بكل صراحة الوضع في هذا البلد قد أصبح مزعجاً بل مقرفاً!

وعذراً لمن غنى وقال ما أحلى الرجوع إليه.

علي عبد الحسن مهدي.

تعليقات: