حلم طفل

حلم طفل
حلم طفل


أيُّها الطفل الصغير: ألَبستَ ثوب العيد وإبتسمت من بعد حزنٍ أم أنَّك للحزن مولود؟

هل وُلدتَ في ليلة شديدة الظلمة ولم تزل من غير نهار؟

هل وُلدت من غير علم ربّك وما أكثر الأرباب.. أم أنَّك وُلدتَ في زمنٍ لم يكن لك فيه تاريخ ميلاد ولا عنوان؟

أما لعبت وفرحتَ كما يفرح أطفال السلاطين وملوك أهل الأرض؟

ألم تزَل تعيش في ليل ولادتك؟

لماذا وُلدت؟

لماذا خرجت من بطن أمَّك حيَّاً؟ لماذا لم تنتحر قبل أن تخرج لحياة ليس لك فيها شيء؟

إنَّ الحياة للأطفال الذين يحملون ألقاباً وهم في بطون أمَّهاتهم، وعندما يولدون يُعزَف لهم نشيد خاص بهم إنَّه نشيد الحياة العظيمة التي تنتظرهم.

إنَّ هؤلاء لهم رب غير ربُّك، لماذا خرجت من بطن أمَّك حياً؟ ألم تزل تنظر للأولاد من ليلك المظلم وهم في نهار دائم يلعبون ويلعبون فرحون مبتهجون.

إنَّ أطفال الملوك والسلاطين لهم عيد واحد لا ينتهي يومه أبداً وأنت لم تزل بلا عيد.

هل حلمت أن يكون لك حذاء جديد ولعبة جميلة.. أم لم تزل للشوك والحصى منتعلٌ؟

كفى أحلاماً أيُّها الطفل، لن يكون لك عيدٌ أبداً، هل نسيك الرب والزمن معاً؟

عندما وُلدتَ هل كان الزمن واقفاً ومن غير علم ربّك ولم تزل منسي؟

هكذا وُلدتَ من غير أن يكون لك تاريخ ميلاد ولا عنوان؟

لا تحزن أيُّها الطفل فكثير من الأطفال حالهم مثل حالك قد يكونوا وُلدوا من غير علم ربٍ ولو كان للكون ربٌّ لجميع الناس والأطفال، لكان لك لعبة وكان لك حذاء جديد.

فتش عن ربُّك قد تجده وعندها سيكون لك لعبة وحذاء وسوف يسجل لك الكاتب تاريخ ميلادك وإسمك وعنوانك لكن لن يحصل لك مثل هذا، سوف تموت ولم تتجاوز زمن الطفولة، ويرحل معك حلمك بلعبة وحذاء جديد!

تعليقات: