تحركات إحتجاجية على تقنين التيار الكهربائي وأزمة مياه في حاصبيا

صهريج ينقل المياه من الحاصباني
صهريج ينقل المياه من الحاصباني


موجة الحر التي بدأت اول هذا الصيف، رفعت مستوى التقنين الكهربائي في المناطق اللبنانية الى اضعاف معدلاتها الطبيعية، بشكل اثار استياء المواطنين الذين نُكبوا بخسارة المواد الغذائية في المحلات والسوبر ماركت، كما شملت الحركة التجارية، لا سيما مع ارتفاع نسبة الرطوبة، وذلك بعد توقف محطات عن العمل·

وانعكس انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، على ضخ مياه الشفة التي توقفت بحيث بات المواطن معلقاً بين انقطاع الكهرباء وتوقف ضخ مياه الشفة، من ناحية، وتبريرات <مؤسسة كهرباء لبنان> من ناحية ثانية، الامر الذي دفع بعدد من سكان المدن والقرى في مناطق عدة الى مناشدة المسؤولين اعادة التيار الكهربائي، ووقف نزيف الخسائر المادية التي مُني بها الاهالي·· في وقت استنكرت فيه موسسة كهرباء لبنان التعرض لموظفيها وعمالها، واقامة دعوى على معتدين على العمال··· فيما كان التيار الكهربائي لا يزال مقطوعاً عن معظم المناطق جنوباً وبقاعاً··

في حين تساءل الاهالي حول مسار موسم السياحة المرتقب، ومدى نجاحه، اذا كان اول الصيف من دون كهرباء ولا ماء، فالمكتوب <يُقرأ من عنوانه>·

حاصبيا

< ففي حاصبيا تحولت مشكلة التقنين القاسي والعشوائي للتيار الكهربائي هذه الايام تزامنا مع موجة الحر الشديد التي تجتاح المنطقة الى ازمة حقيقية يصعب على الاهالي تحملها بعدما بلغ هذا التقنين اعلى معدلاته متجاوزا الـ 16 ساعة يوميا مع ضعف حاد غير مسبوق للتيار خلال ساعات التغذية وصل الى ما دون الـ 100 فولت من اصل 220 فولت وهذا المعدل المطلوب لتشغيل المعدات والمصانع والمعامل التي تعمل على الطاقة الكهربائية ما انعكس سلبا على حياة ومصالح المواطنين اقتصاديا ومعيشيا وبيئيا نتيجة تفاقم هذه الازمة التي عطلت هذه المرة محطات ضخ المياه التي تغذي معظم بلدات وقرى المنطقة بمياه الشفة وتسببت بازمة مياه خانقة لدى الاهالي ناهيك عن الخسائر المادية الفادحة الي لحقت بالمعدات والالات الكهربائية المنزلية وذلك في ظل غياب المعالجات المطلوبة لحل هذه المشكلة جراء الاستهتار الذي تمارسه الجهات المعنية في مؤسسة الكهرباء لجهة توزيع الطاقة الكهربائية المحمولة الى المناطق بشكل عادل ومنتظم بعيدا عن الاستنسابية·

مصدر مسؤول في مصلحة مياه لبنان الجنوبي لفت الى ان ضعف التيار الكهربائي الذي يغذي محطات الضخ التي تغذي مدينة حاصبيا بمياه الشفة من نبع الحاصباني الى الخزان الرئيسي تسبب بتوقف المحطات عن العمل ما اضطرنا الى تشغيل المولد الكهربائي لضخ كمية محدودة من مياه الشفة للمشتركين وفي اوقات محددة نظرا لان كمية المياه التي تصل الى الخزان لاتفي بالحاجة المطلوبة والخوف ان يطرأ اي عطل على المولد وتتوقف عملية الضخ بشكل كامل وهذا ما يستدعي تدخلا سريعا من قبل الجهات المعنية لحل هذه الازمة خاصة ونحن مع بداية فصل الصيف وذلك من خلال تامين التيار الكهربائي بصورة دائمة لمحطات الضخ عبر شبكة مستقلة وهذا ما تعمل عليه المصلحة لحل هذه المشكلة جذريا وتامين كميات المياه اللازمة لسد حاجة المشتركين ·

انور جبر (صاحب محل لبيع المواد الغذائية) وصف الوضع بالمزري نتيجة لهذا التقنين والضعف في التيار الكهربائي واكد ان خسارته كبيرة جراء التلف الذي لحق باللحوم والاسماك والدجاج المجلدة وقال : لا يجوز ان يبقى الحال على هذا المنوال سيما وان الامور ومنذ فترة طويلة تتجه نحو الاسوأ بحيث بات المواطن يشعر انه في واد والمسؤول في هذا البد في واد آخر بعيدا عن اية حلول من شانها التخفيف عن كاهل المواطنين الذين لم يعد بامكانهم تحمل اكثر من طاقتهم خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تحاصرهم في كل اتجاه ·

ابو صالح (صاحب احدالمعامل لتصنيع البلوك المخصص لبناء المنازل) قال : فالج لاتعالج ولا حياة لمن تنادي فالمعمل متوقف عن العمل منذ ايام بسبب عشوائية التقنين ولا نرى الكهرباء الا بعد منتصف الليل ما رتب علينا خسائر اضافية تدفعنا الى التفكير بايجاد اعمال بديلة ليس لها صلة بكل ما يتعلق بالتيار الكهربائي ·

وتشير ربة المنزل جمال ح (وهي ام لعائلة مكونة من خمسة اولاد) الى ان ضعف التيار الكهربائي تسبب بتعطيل جهاز التلفاز والغسالة في المنزل ما اضطرنا الى دفع اكثر من 150 دولارا لاعادة تصليحهما فمن يعوض علينا هذه الخسارة مع العلم اننا لم نتاخر مرة واحدة عن تسديد فواتير الكهرباء وما تتضمنه من ضرائب ورسوم تفرضها مؤسسة الكهرباء مع العلم اننا منذ سنوات ندفع الفاتورة مضاعفة مرة لمؤسسة الكهربا ومرة لاصحاب المولدات الخاصة كما ونشتري المياه بواسطة الصهاريج وبسعر 40 الف ليرة مرة كل اسبوع · وتسال ام فادي الم يحن الوقت بعد لوضع حد لهذه المعاناة التي نعيشها منذ سنوات طويلة من قبل المسؤولين عن شؤون وشجون المواطنين في هذا البلد بدلا من التصريحات والخطابات الرنانة التي سئمنا سماعها لانها فارغة المضمون ولا تفي بحاجة ·

من جهته، مختار حاصبيا الشيخ امين زويهد، قال :من المؤسف والمعيب ان تبلغ الامور هذا الحد فكيف يعقل ان مدينة حاصبيا التي تختزن اكبر خزان مائي في لبنان تشكو من العطش بسبب الاعطال المتعددة التي تطرأ على التيار الكهربائي وامام هذا الواقع المرير قمنا كتجمع مخاتير في البلدة باجراء الاتصالات اللازمة مع كل من القائمقام وليد الغفير ورئيس مصلحة كهرباء لبنان في حاصبيا ورئيس مصلحة مياه لبنان الجنوبي في مرجعيون وقد ابلغنا من قبل المكتب ان رئيس المصلحة في صيدا احمد نظام اوعز لمن يلزم بمد خط كهربائي من محطة مرجعيون الى محطة حاصبيا مباشرة لتامين الطاقة لمحطات الضخ على مدار الساعة وبذلك نكون قد تخلصنا من هذه الازمة ·

بعلبك

وفي بعلبك، وبعد انقطاع للتيار الكهربائي عن المدينة ومحيطها لأكثر من 26 ساعة متواصلة، وخسائر جسيمة مني بها أصحاب محلات بيع المواد الغذائية واللحوم والمثلجات، اعيد بعد ظهر أمس تشغيل محطة بعلبك عند الساعة الثانية والثالث وجرى تثبيت نقطة للجيش اللبناني قرب المحطة منعاً لتعرض العاملين فيها لتهديدات مسلحين كما حصل فجر يوم الثلاثاء الماضي·

وقصد بلدية بعلبك مخاتير المدينة وفاعلياتها الاقتصادية، للتأكيد على رفض تحميل سكان بعلبك ومنطقتها تبعات أعمال لا يرضى بها أحد·

وتحدث رئيس البلدية هاشم عثمان للاعلاميين فقال: فوجئنا البارحة (أوّل امس) بانقطاع التيار الكهربائي عن المدينة والمنطقة، ولدى مراجعتنا لتبيان السبب، تمّ تبليغنا بأن المسؤول عن المحطة تعرض إلى اعتداء من قبل بعض الأشخاص·

وأكّد عثمان على ضرورة فتح تحقيق لمعرفة هل حصل اعتداء أم لا؟ وهل هذا يأتي في إطاره مؤامرة ما؟·

وسأل: هل يحق لموظف أن يطلب إقامة حواجز للجيش، أم أن الصلاحية تعود للقوى العسكرية والأمنية؟·

وطالب وزير الطاقة بتقديم الايضاحات، فهل يجوز أن تحاسب المدينة وجوارها بقطع التيار الكهربائي عنها بسبب اعتداء على عامل؟!·

من جهة أخرى، نفذ عدد من أصحاب الافران ومحلات بيع اللحوم والالبان والاجبان اعتصاماً في ساحة السراي، مطالبين بتأمين التيار الكهربائي والتعويض عن الأضرار· وقطع أهالي بلدة مقنة الطريق الدولية لمدة نصف ساعة احتجاجاً، مهددين بالتصعيد إذا لم يتم تأمين التيار الكهربائي لكل منطقة بعلبك الهرمل·

كهرباء لبنان

وحول هذا الموضوع، أفاد بيان <مؤسسة كهرباء لبنان> انه <يهم نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان أن تتقدّم من أهلنا في مدينة بعلبك بالاعتذار الشديد لانقطاع الكهرباء القسري الذي قامت به مؤسسة كهرباء لبنان نتيجة الاعتداءات المتواصلة على مناوبي الكهرباء في محطة النقل لمدينة بعلبك من قبل بعض العابثين والمستفيدين·

وبناء عليه، فان النقابة تهيب بإدارة المؤسسة ووزارة الطاقة والمياه المبادرة فوراً لإقامة دعوى على المعتدين على العمال واسماؤهم معروفة والطلب من القوى الأمنية وتحديداً قيادة الجيش لوضع نقطة ثابتة أمام محطة التحويل لمدينة بعلبك ليتمكن المناوبون من العودة للعمل داخل المحطة المذكورة لتأمين التيار الكهربائي لأهلنا·

تعليقات: