قتيل بساطور بسبب «التشفيط» في صور


صور

وقعت جريمة قتل في صور راح ضحيتها شاب وأصيب آخر بسبب «التشفيط». لكنها، برأي كثيرين، حلقة في مسلسل «البلطجة» الذي راج أخيراً في المنطقة، من دون محاسبة أبطاله.

الكثيرون في مدينة صور، سيفتقدون علي بداح الذي كان يوصل اليهم طلبات الفول من المطعم الذي كان يعمل فيه. فقد مات ليل الجمعة الماضي امام منزل ذويه في إحدى ضواحي المدينة. الشاب الخلوق، كما يعرفه الجميع، مات مقتولاً بثلاث طعنات من ساطور في صدره وبطنه وظهره. وبحسب شهود عيان، فإن الفاعل هو شاب من عمر المغدور يسكن في منطقة جل البحر المجاورة، «لم يحتج لأكثر من ثوان حتى يترجل من سيارته شاهراً ساطوره ومتهجماً على علي وشقيقه محمد الذي تدخل لإنقاذه». أما السبب، بحسب الشهود أنفسهم، فهو أن الفاعل كان «يشفّط بسيارته في الحي الذي يسكن فيه علي، مثيراً الإزعاج، ما دفع المغدور الى اعتراضه والطلب منه مغادرة المكان، فترجل الفاعل من سيارته حاملاً الساطور ومسدداً ضرباته في جسد علي وشقيقه». نقل الشابان سريعاً الى مستشفى جبل عامل المجاور. ورغم محاولات الأطباء لإنقاذه وإعطائه كميات من الدم لوقف النزيف، توفي علي متأثراً بالطعنات التي اصابت شرايين رئيسية قريبة من قلبه. وقد شيّع قبل ظهر السبت في مسقط رأسه في بلدة بيت ليف (قضاء بنت جبيل)، فيما لا يزال شقيقه الذي تلقى طعنة في يده، يتلقى العلاج في المستشفى.

فور وقوع الحادثة، تعددت الروايات حول مصير الفاعل. وسرت شائعة مفادها «أن جهازاً امنياً تابعاً للحزب الذي ينتمي اليه نقله الى احد مقاره في بيروت لإجراء المقتضى بحقه». الأمر الذي احدث جدلاً وبلبلة بين اهالي الضحية الذي ينتمي الى حزب آخر. ما حدا بكوادر الحزبين الى التدخل ميدانياً لتهدئة النفوس منعاً لتطور الامور. لكن مصدراً في الحزب المعني، اكد في اتصال مع «الأخبار» أن الفاعل «مطرود من صفوفه وممنوع من دخول مقاره منذ اكثر من عام. وأن الحديث عن تغطيته وإخفائه غير صحيح اطلاقً».

وبحسب المصدر، «فور ارتكابه للجريمة، هرب الجاني الى بيروت، وبعد مناشدة اهله له العودة، سلّم نفسه الى مخفر الرويس الذي حوّله بدوره الى النيابة العامة في الجنوب». وقد اكد مصدر امني رسمي لـ«الأخبار» أن الفاعل «بات موجوداً في عهدة النيابة العامة».

وعلى بشاعة الجريمة، فإن أهميتها في أنها تدق ناقوس الخطر الأمني في صور. فالجريمة ليست الأولى من نوعها، إذ إن السكاكين والآلات الحادة باتت متوافرة في ابسط الإشكالات التي تقع يومياً في المدينة وضواحيها. وقد سُجل في الشهرين الماضيين رقم قياسي في عدد التجاوزات والإشكالات، كما في غياب المحاسبة من القوى الامنية. فقبل اسابيع، افتعل شبان إشكالاً في احد المطاعم مع احد الزبائن، كان نتيجته تكسير محتوياته واصابة خمسة بطعنات سكين، واللافت أن صاحب المطعم والضحايا «خافوا فلم يقدّموا أي شكوى خشية رد فعل الشبان الذين وإن اوقفوا، يطلق سراحهم بعد وقت قصير».

تعليقات: