هيبة الدولة تسقط في سرايا حلبا

 ما تبقى من العلم اللبناني على سارية السرايا الحكومي في حلبا
ما تبقى من العلم اللبناني على سارية السرايا الحكومي في حلبا


...إنه، ويا للاسف، ما تبقى من العلم اللبناني على سارية السرايا الحكومي في حلبا. وحال العلم هذه تعكس صورة مبنى هذه السرايا التي تتوسط مركز محافظة عكار ويفترض أن تقدّم صورة لهيبة الدولة، والتي تستقطب يومياً مئات المواطنين الذين يقصدونها من مختلف القرى والبلدات العكاري لإنجاز معاملاتهم الرسمية.

انجز بناء السرايا الحكومية في حلبا عام 1968 بعد عشر سنوات على بدء البناء تقريباً، وقد تسلمه القائمقام المعين حديثاً آنذاك مالك جنبلاط من القائمقام القديم سميح الصلح، الذي كان اتخذ من دار بلدية حلبا القديم مركزاً للقائمقامية.

وهي تتالف من طبقتين فوق الارض وطبقة سفلية وباحة خارجية. ففي الطبقة الاولى: باحة داخلية، مكاتب طبابة القضاء، المحكمة الشرعية، مركز الامن العام، مكتب أمن الدولة، ليبان بوست، والوكالة الوطنية للاعلام.

اما الطبقة الثانية فتضم مكتب القائمقام، محكمة حلبا المدنية، والدائرة العقارية.

اما الطبقة السفلية ففيها مكاتب قلم نفوس حلبا ومكاتب للصيلب الاحمر اللبناني "فارغة حالياً"، وهناك جناح منفصل لسجن حلبا بالاضافة الى مكاتب تابعة لإدارة السجن، ومكاتب عدة تابعة لقوى الامن الداخلي.

يعاني البناء تصدعات كبيرة في الجدران والسقف كما في بناه التحتية، اذ إن مياه الصرف الصحي غالباً ما تفيض لا سيما في الطبقة السفلية حيث مركز قلم نفوس عكار وألوف سجلات القيد المهددة بالتلف نتيجة الرطوبة.

وحال البناء من الداخل ليست بأفضل من خارجه حيث ان شجرة تين نبتت في تصدعات احد جدرانه فيما الحشائش البرية تغطي ما كان يفترض ان يكون مساحات خضراء انشئت لتجميل السرايا.

اما العلم الللبناني الذي ارتفع على ساريته منذ سنوات في الباحة الخارجية، فلم يجد من يبدله بعلم جديد، وبات مجرد خرقة بالية يتطلع اليه المارة بمرارة وحسرة على ما وصلت اليه الحال.

ترى، هل ستحظى سرايا حلبا يوماً ما بعملية التأهيل التي تستحقها، فيجري انتشالها من حال البؤس التي هي فيه ويعود العلم الرمز ليرفرف بحلة جديدة شامخاً فوق ساريته؟

ميشال حلاق

تعليقات: