لا خبز للبنانيين الأربعاء المقبل

لا خبز للبنانيين الأربعاء المقبل
لا خبز للبنانيين الأربعاء المقبل


رغم تبلغهم موعد الاجتماع بوزير الاقتصاد محمد الصفدي الحادية عشرة قبل ظهر الاثنين المقبل، أصرّ اصحاب الافران والمخابز على اعلان الاضراب المفتوح بدءاً من 20 الجاري اي الاربعاء المقبل حتى تحقيق مطالبهم، وذلك بعدما تجاهلهم المسؤولون، وفق نقيب اصحاب الافران كاظم ابرهيم.

وحيال الثقة التي يبديها ابرهيم بأن كل الافران من الشمال الى الجنوب وصولاً الى بيروت، ستلتزم الدعوة الى الاضراب "لأنها أساساً أمام وضع مزر يهدّد بإفلاسها"، لا يسع وزير الاقتصاد إلا التأكيد بأن أبواب الوزارة مفتوحة للتشاور والحوار في سبيل ايجاد حلّ للمطالب المحقة، وفق ما قال لـ"النهار".

لكن يبدو ان اصحاب الافران يحاولون قطع الطريق على الصفدي الذي سجل خطوات الى الامام، فشيّعوا انه موجود في الخارج، "اذ "اتصلوا بنا من مكتب الوزير الصفدي لاجتماع الاثنين، ولكن اشك في عقده لأنه موجود في اوكرانيا ويستبعد أن يعود قبل هذا التاريخ"، وفق ما قال ابرهيم لـ"النهار".

وفي مقابل تبرير خطوة اصحاب الافران بأن الاضراب وسيلة وليس غاية وتالياً لا مصلحة لهم بقطع الخبز عن أهلهم، يطمئن الصفدي الى عدم وجود أزمة رغيف في البلد"، انطلاقاً من انفتاحه على مطالب الافران واتجاه الوزارة الى زيادة الدعم "لتغطية زيادة اسعار المازوت". وقال "سنزيد الدعم بالنسبة الصحيحة، أي لا زيادة ولا نقصان". اذ يدرك الارتفاعات التي تشمل كلفة صناعة الرغيف في ضوء ارتفاع صفيحة المازوت 11 ألف ليرة منذ تحديد سعر ربطة الخبز زنة 1000 غرام بـ1500 ليرة، وكشف عن حصوله من الأمانة العامة لمجلس الوزراء على إذن بشراء 50 ألف طن "سيتم استيرادها على دفعتين وستبيعه للمطاحن بالسعر المدعوم. وهذه الكمية تكفي حاجة السوق شهرين إضافيين".

إذاً، موعد الاجتماع حدد الاثنين المقبل. هذا ما أكده الصفدي وابرهيم، وينتظر تاليا أن تعالج الأزمة في ضوء انفتاح الصفدي على الحلول ورجائه عدم الوصول الى اعلان الاضراب، مستغرباً اتخاذ هذه الخطوة قبل اطلاع الوزارة على المشكلات. علماً ان "العلاقة الطيبة" بين الطرفين تدعوه الى العتب على أصحاب الافران وخصوصاً انه اطلع من الصحف على رفضه مقابلتهم، ومؤكداً عدم تلقيه أي كتاب بمطالبهم "فقد دأبنا على ايجاد حلول لمطالبهم، إذ سبق واتفقنا على مبدأ وجودنا في مرحلة انتقالية، علماً ان كل الأسعار في اتجاه تصاعدي".

وفي ظل زيادة سعر الصفيحة نحو 11 الف ليرة والارتفاعات الأخرى على أسعار المواد الاولية التي رفعت سعر طن السكر الى الف دولار وسعر كيس النايلون الى 70 ليرة، يدعو ابرهيم الوزير الصفدي الى ان يضع نفسه مكان اصحاب الافران، "فهل كان سيقبل أن يقع تحت خسارة والى متى؟".

الاتحاد العمالي

بين تلويح اصحاب الافران بالاضراب وطمأنة الصفدي الى عدم وجود "أزمة رغيف"، أين الاتحاد العمالي؟

للاتحاد موقفه الثابت: تحميل الدولة مسؤولية ما يجري لتغاضيها عن مطالب الناس وهمومهم. ويقول رئيس الاتحاد غسان غصن "لطالما حذرنا من الازمات التي يمكن ان تداهم الناس بفعل ارتفاع اسعار المحروقات العالمية، وقد توقعنا الارتفاع حتى قبل اندلاع الثورات العربية وخصوصاً في ليبيا، لكن لا حياة لمن تنادي". وذكّر بمطالبته مراراً بوضع سقف لسعر المحروقات وليس خفضه 3 أو 5 آلاف ليرة، "وكذلك طالبنا بوضع سقف للارباح تفاديا لما وصلنا اليه".

غصن الذي استغرب ان تكون لقمة الخبز سلعة مربوطة بتقلبات الاسعار العالمية والمحلية، لم يستثن أحداً من هجومه بدءاً من حكومة تصريف الاعمال "الغائبة عن الوعي"، الى الحكومة العتيدة التي يؤخر تأليفها "الكباش على الحصص والمواقع"، وصولاً الى وزارة الاقتصاد "الغائبة عن مراقبة شجع التجار". ولم يعف أصحاب المطاحن "الذين يفرضون 100 دولار على طحن طن القمح، فيما لا تتجاوز كلفته عالمياً الـ15 دولاراً، يضاف الى ذلك بدعة جديدة لزيادة أرباحهم عبر وضع تبويب لأصناف الطحين التي تباع بسعر 3 أضعاف سعر القمح". ولا ينسى غصن أصحاب الافران الذين لا يرحمون المواطنين فيبيعون الـ400 غرام بـ3 آلاف ليرة لتعويض الارباح المتواضعة من ربطة الخبز.

أيام ويصل الاثنين المقبل، موعد الاجتماع. فهل تدخل البلاد أزمة جديدة أم تحلّ على حساب المواطنين هذه المرة أيضاً؟

تعليقات: