ثورة مصر تهزّ السياج الشائك في شبعا وكفرشوبا: انتصـارهـا جرعـة قويـة فـي دعـم صمودنـا

 متشبث بأرضه عند السياج الشائك
متشبث بأرضه عند السياج الشائك


المنطقة الحدودية:

بلهجة مصرية فيها الكثير من الاعتزاز والثقة بالنفس، يردّد المزارع الخمسيني أبو شهاب، الذي يمضي ساعات طويلة في حقله الجنوبي المجاور للسياج الحدودي في محور العباسية، «ده حقيقي بجدّ، جبروت الطاغية تهاوى، انتصر الشعب المصري، عادت مصر لنصنع النصر سوياً». بدا أبو شهاب في أعلى درجات التفاؤل، «أملنا بغد مشرق تتحد فيه كل القوى من أجل استعادة الكرامة العربية»، مضيفاً بصوت واثق «سنهزم قريباً الميركافا ذات المدفع الموجّه إلى صدورنا، فزمن الخوف والهزائم توقف حقاً لتبدأ مرحلة جديدة من العزة والكرامة».

وانعكس انتصار الثورة المصرية حالة من الارتياح والطمأنينة في المنطقة الحدودية، ليتجاوز الحدث حدود الفرح والبهحة «إلى اتجاه آخر»، كما يرى الشاب مروان العبد الله، الذي اغتنمها فرصة ليجول مع عائلته في محور الوزاني القريب من المناطق المحتلة، «الهزيمة التالية ستكون حتماً لدولة العدوان إسرائيل»، معتبراً «أن ما ارتكبته ولا تزال الدولة المغتصبة، من جرائم بشعة بحق أهلنا في فلسطين وجنوب لبنان وغزة والضفة، لن يذهب بدون محاسبة مهما طال الزمان، فانتصار الثورة في مصر أخذنا إلى مكان آخر، إلى فلسطين، لنستذكر نضال أهلها وصلابة مقاوميها».

وبدا راعي الماشية في عين عرب أحمد المحمد (35 عاماً) مرتاحاً جداً لسقوط الرئيس المصري حسني مبارك. يقول «أنا لا أفهم كثيراً بالسياسة، لكن ما شاهدته عبر شاشات التلفزة، وما سمعته من حناجر شباب وصبايا مصر، أفرحني وطرد الخوف من نفسي تجاه العدو الإسرائيلي الرابض فوق أرضنا. وجعلني أقوى بكثير، وكأن ما حصل في مصر جعل انتصارنا في جنوب لبنان وفلسطسن على مسافة أقرب بكثير مما يظن البعض». ويقول رئيس «تجمع أبناء قضاء حاصبيا» وليد عز الدين: «إن ثورة مصر أعادت الأمل بتحرير كل فلسطين، وما تبقى من أراضٍ محتلة في جنوب لبنان. واننا في لبنان، حيث خبرنا المقاومة جيداً في تصدّيها وردعها للعدو الصهيوني في أكثر من منازلة، لا بد لنا أن نفخر بثورة مصر، التي ستكون حتماً داعماً أساسياً لأهلنا وخاصة سكان الشريط الحدودي»، معتبراً أن ما حصل في مصر «بمثابة تحول سياسي وسيتبعه حتماً تحول عسكري، فالجندي المصري الذي تخطى قناة السويس بكل قوة وفخر، سوف يكرر ذلك مرة أخرى باتجاه فلسطين، والثورة ستعيد مصر إلى الموقع الذي كانت فيه قبل كامب ديفيد، مصر عبد الناصر، مصر العروبة».

ومن كفرشوبا المشرفة على فلسطين المحتلة، كان «لانتصار ثورة مصر نكهة مغايرة، حاكت نضال وتضحيات أهالي البلدة الجسام»، كما يقول مسؤول «تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» رياض خليفة، «فكما قدمت مصر الشهداء من أجل فلسطين، فلكفرشوبا كوكبة شهداء كذلك، والفرحة كبيرة في الشريط الحدودي، وفي العرقوب، بانتصار ثورة مصر»، وفق خليفة. وأضاف: «لم تنم قرانا طوال أيام الثورة. لقد تابعت بشغف انتصار الشباب المصري، رافعة صور القائد جمال عبد الناصر، وحيّت الشهداء، ونادت بالنضال ودعم المقاومة في لبنان وفلسطين»، معتبراً أن «سقوط النظام العميل كان له أصداء قوية في منطقتنا الحدودية، واننا نراهن كثيراً على التوجه الجديد لمصر والذي سيقف في وجه العربدة الإسرائيلية، ويكون عمقاً استراتيجياً في دعم المقاومة البطلة في لبنان وفلسطين».

ومن حقله المحاذي لمزارع شبعا المحتلة يراقب المزارع أبو مهدي فياض دوريات العدو وهي تتحرّك بحذر في المقلب المحتل، يقول: «إن فرحتنا كبيرة بثورة مصر، على عكس عناصر العدو الذين كأنهم في حيرة من أمرهم بعدما فقدوا حليفهم مبارك. لقد هرب الخوف من قلوبنا ودخل إلى نفوسهم، إننا في طريقنا إلى النصر وعدونا إلى الهزيمة الحتمية».

تعليقات: