ظواهر غير طبيعية في حاصبيا·· الصبير في الشتاء وظهور براعم اللوزيات

الصبير قبل آوانه في حاصبيا
الصبير قبل آوانه في حاصبيا


مزارعو حاصبيا تحت وطأة الخسائر بسبب التغيرات المناخية..

حاصبيا:

يتجه مزارعو حاصبيا ومنطقتها الى اعتماد زراعات بديلة للزراعات التقليدية المعتمدة في هذه المنطقة منذ امد بعيد تماشياً مع المتغيرات المناخية المستجدة التي بدأت اثارها السلبية تطال بشكل ملموس العديد من المواسم الزراعية ربيعية كانت أم صيفية بينها اشجار اللوزيات والفاكهة خاصة وانها لا تقل اهمية عن الزراعات الاخرى كالزيتون والتفاح والكرمة كونها من الزراعات الاساسية والمهمة التي ترفد المزارع في هذه المنطقة بمقومات الصمود من اجل التشبث بارضه والابتعاد عن الهجرة·

ومن الظواهر المستغربة في منطقة حاصبيا هذه الايام نتيجة المتغيرات المناخية هو تفتح ثمار الصبير قبل أوانه بحوالى سبعة اشهر ساعد في ذلك موجة الحر التي ضربت المنطقة في شهري تشرين الاول وتشرين الثاني حيث بدت اكواز الصبير وكأنها في عز الصيف إلا ان العاصفة الثلجية التي ضربت لبنان قبل اسبوعين تقريابً، ادت الى وقف نمو هذه الثمار وتشققها بحيث باتت مهددة بالتلف عند أي موجة صقيع مقبلة مما يعني ان مزارع الصبير خسر القسم الاكبر من موسمه الصيفي المقبل·

ومن الظواهر الطبيعية المستغربة ايضاً ان براعم اشجار اللوزيات كالخوخ والدراق والمشمش تنتظر جواً دافئاً ولو لفترة قصيرة كي تتفتح قبل أوانها لتعود وتزبل عند أول موجة صقيع فتتساقط ارضاً دون ان تعود وتتفتح مرة ثانية في موعدها مع بداية فصل الربيع وهذا ما يزيد من خسائر المزارعين الذين يعتمدون على مثل هذه الزراعات·

ويعتبر رئيس التعاونية الزراعية في بلدتي عين قنيا وشويا فايز خفاجة ان المتغيرات المناخية التي بدأ يتأثر بها لبنان بشكل عام ومنطقة حاصبيا بشكل خاص خلال العامين الماضيين تستدعي اهتماماً كبيراً من قبل الجهات المعنية وخاصة من قبل وزارة الزراعة لجهة مساعدة المزارع وارشاده حول كيفية مواجهة هذه الظواهر الطبيعية التي لم نشهدها من قبل فمن المستغرب ان نرى في شهر كانون الثاني وامام موجة البرد والصقيع التي تجتاح المنطقة ثمار الصبير تتفتح وتبدأ بالنضج وكأنها في عز الصيف مع العلم ان هذه الثمار سوف تزبل على أمها عند اول موجة صقيع وتتساقط ارضاً دون اية فائدة·

ولفت خفاجة الى ان المتغيرات المناخية سيكون لها انعكاسات سلبية ايضاً على العديد من المواسم الزراعية الصيفية الاخرى وهذا ما لمسناه لمس اليد خلال الصيف الفائت وما حصل باشجار التين والكرمة والعديد من الزراعات البعلية الخرى كالبندورة والمقتىوغيرها من زراعات جبلية·

خفاجة شدد على ضرورة اعتماد روزنامة زراعية بديلة تتماشى والمتغيرات المناخية المستجدة للحد من الخسائر التي تتضاعف موسماً بعد موسم على المزارع في هذه المنطقة كما على الدولة ان تساعده وتعوض عليه كي يقوى على مواجهة العقبات التي تعترضه في هذا المجال· من جهته، المزارع السبعيني، ابو فارس قال: ما نشهده اليوم هو غضب الطبيعة فلا حول ولا قوة في مواجهة ذلك خاصة وان مثل هذه الظواهر الطبيعية بدأت تجتاح العديد من دول العالم وتؤدي احياناً الى كوارث لم نعهدها من قبل نتيجة الامطار والسيول التي تجتاح هذه المناطق فيما نرى في الوقت نفسه مناطق اخرى تعاني الجفاف نتيجة موجات الحر التي تجتاحها·

ابو فارس امل ان يلتفت المعنيون الى المزارع في هذه المنطقة ومساعدته للحد من معاناته من خلال التعويض على زراعاته اسوة بالمناطق الاخرى·

تعليقات: