لعنة الكتاب

خير جليس في الانام كتاب
خير جليس في الانام كتاب


خير جليس في الانام كتاب. مآثره طالما تغنينا بها وعشنا لحظاتها يوم كان الكتاب رفيق دائم، نبحث عنه في زوايا شارع الحمرا وعلى رفوف معارض الكتب المتنقلة، التي كنا نقصدها في اكثر من منطقة لبنانية لنختار كل جديد ابدعه كاتب او شاعر او مفكر او فنان، نقرأه بنهم حتى اذا ما انتهينا منه اودعناه على احد رفوف مكتبة البيت لنبدأ البحث عن كتاب جديد، بنكهة جديدة ومضمون جديد.

تمر الايام والسنين ونحن على هذا المنوال فاذا بالكتب تتراكم لتصبح بالآلاف وتاخذ حيزا من البيت الصغير الذي اسكنه، كنت انظر الى مكتبتي على انها ثروة امتلكها فيها تنوع قل نظيره في مكتبة منزلية، حتى عندما قررت العودة الى الجامعة لنيل الشهادة الجامعية (العلوم الاجتماعية) وكنت في الاربعينات من العمر لم احتج الى الحضور للجامعة كما لم احتج الى شراء اي مرجع من المراجع التي كان يحددها اساتذة الجامعة، كلها وجدتها في مكتبتي واهم من ذلك كله انها كانت موجودة في ذاكرتي، وكل ما احتجت اليه مراجعة بعضها زيادة في التاكد من من بعض المعلومات التي بداخلها.

تغيرت الايام وتغيرت المفاهيم. فالمكتبة التي كنت اعتقد انها ستكون افضل ميراث لابنائي، رؤا فيها مجرد زوائد تزيد البيت عجقة دون فائدة تذكر. ايديهم لم تمتد اليها خوفا من التلوث بلوثة الثقافة.

زوّاري وما اكثرهم! تنوعوا من الامية الى الاكاديمية لكن ما يجمعهم تقريبا قناعة واحدة مشتركة: لماذا كل هذه الكتب؟...

حكمة هؤلاء جميعا جعلتني اعيد النظر بمفهومي للكتاب ودوره في الحياة. لأرى فيه اخيرا انه لعنة، علي التخلص منها وباقصى سرعة ممكنة. فقررت بيع كل الكتب دفعة واحدة وبأبخس الاسعار لمن يرغب او يعتقد ان الكتاب ما زال خير جليس ، مع توضيح بسيط وهو ان مكتبني تصلح لان تكون مكتبة عامة لناد او جمعية او سوى ذلك.

تعليقات: