التين يثمر والغاردينيا تتفتح في كانون الأول

  موسم جديد للتين وسط ثلوج المتن الأعلى
موسم جديد للتين وسط ثلوج المتن الأعلى


ثمة ظواهر طبيعية كثيرة تسترعي الاهتمام والمتابعة، لمواكبة المتغيرات المناخية بنتائجها الملموسة في أكثر من مكان، حتى بدا وكأن «ارباكاً» يطاول الأشجار والنبات، والمسألة تخطت الظاهرة العابرة لتستقر على ثابت أكيد وهو أن كل شيء بدأ يتغير منذ نحو أربع سنوات.

وحسب المتابعين وذوي الاختصاص فإن المسألة تفترض تعديلاً في الروزنامة الزراعية، وأبعد من ذلك، ترى الخبيرة في الإنتاج الزراعي الدكتورة ديانا مرّوش أن «على المزارعين اعتماد زراعات بديلة تتلاءم والتغير المناخي القائم». وتؤكد على أن «لبنان قد يخسر أنواعا من الزراعات المعروفة لصالح زراعات استوائية أو تلك التي تنمو وتثمر في مناخ حار».

وبدا مستغرباً، من بين الظواهر الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، أن يثمر التين وأن تتفتح أزهار الـ «غاردينيا» وسط الثلوج المتجمعة في الجبال، فثمار التين نضجت لكن مذاقها مختلف قليلاً عن التين الصيفي الأطيب مذاقاً لجهة احتوائه على نسبة أكبر من السكر. لكن موجة البرد الأخيرة ساهمت في تشقق الثمار وتعرضها لما يشبه التغضن بحيث لن تستمر في نضوجها الطبيعي. وتؤكد المهندسة الزراعية جنان أبو سعيد على أن «هذا الأمر سيكون له تأثير على المواسم الصيفية، خصوصاً لجهة الانتاج وربما نوعيته ايضاً». وقالت: «التغير المناخي قَصَّرَ موسم الشتاء شهراً أو أكثر وهذا الامر ستكون له تبعات على كل أنواع النباتات والاشجار، وبدأنا نرى ونتلمس ذلك بأم العين ما يستدعي أعداد دراسات علمية تقييمية لملاقاة التغير بحد أدنى من الخسائر والأضرار».

فيما اعتبر رئيس «جمعية غدي» البيئية فادي غانم أنه «آن الأوان لدق ناقوس الخطر»، وأردف: «المشكلة تنبئ بكوارث كونية وهي تتعدى لبنان ولا بد من خطة مواجهة تقرها الدول الكبرى لبحث مصير الكوكب والتخفيف من انبعاث الغازات الدفيئة».

وأشار غانم إلى أن «ظواهر كثيرة رصدناها في مشتلنا الزراعي، ومن بينها تفتح أزهار الـغاردينيا، في هذا الشهر فضلاً عن ظهور أزرار كثيرة، ما يعني ان الغاردينيا في طور تهيئة موسم جديد». وخلص إلى أن «المشكلة أكبر من حصرها بظاهرة هنا أو ظاهرة هناك، بحيث إن العالم أمام تحد خطير إذ يكفي أن نتوقف عند الدراسة التي أعدها مركز بحثي موثوق في الولايات المتحدة يتحدث عن ظاهرة موت النحل من دون أسباب واضحة. وقد خلصت الدراسة إلى أنه إذا لم نتمكن من مواجهة كارثة انقراض النحل، فذلك يعني أن العالم سينتهي في خلال أربع سنوات لأن للنحل دورا أساسيا في الإنتاج الزراعي إذ سيفقد الانسان الغذاء المطلوب لبقائه». تبقى الإشارة إلى أن ثمة ظواهر كثيرة يمكن مراقبتها عن كثب، لكن تساقط الثلوج فجأة أظهر متناقضات لا عهد لنا بها من قبل، وهي تبقى برسم المعنيين وذوي الاختصاص والباحثين في لبنان.

تعليقات: