السيد هاشم صفي الدين في الطيبة: نحن نواجه اليوم حلقة جديدة تستهدف المقاومة

رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين
رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين


صفي الدين الطيبة

Inbox

X

Reply

|

samer wehbi

النبطية:

إستغرب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين طريقة تعاطي البعض في الداخل مع الإنجاز المتمثل في كشف منظومتي التجسس الإسرائيليتين في أعالي الباروك وصنين، رغم أن "ما تم إنجازه هو أمر كبير وعظيم جداً في تاريخ كل المواجهات مع العدو الإسرائيلي طوال كل العقود الماضية وأمر خطير بمختلف الأبعاد".

وأشار السيد صفي الدين في كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة الطيبة-مرجعيون" إلى أن ذلك يأتي في إطار الدلالات العديدة التي حملها هذا الإنجاز، وقال "إنه بعد كشف هذه الأجهزة، فإننا لم نسمع من البعض حتى الآن صوتاً، فإذا كنتم لا تريدون شكر المقاومة، فإن الجيش اللبناني أساسي في هذا الإنجاز، لكننا لم نسمع حتى كلمة شكر وتهنئة للجيش اللبناني وقيادته وضباطه الذين عملوا على كشف هذه الأجهزة، وبالتالي عملوا على حماية البلد والوطن، فلماذا هذا التعاطي ببرودة فائقة في ملفات من هذا النوع في الوقت الذي يعترف فيه الإسرائيلي والجميع بهذا الإنجاز؟"، ولفت إلى أن الإسرائيلي الذي كان يعتبر نفسه متقدماً جداً في الموضوع التقني وفي الاختراقات الأمنية، ها هو الآن يرى كيف تتحطم أسطورة التقدم التقني هنا في لبنان، وقد تحدث هو عن حرب أدمغة.

ورأى أن من الأمور التي أصبحت مريبة والتي يجب أن يتم التوقف عندها ملياً هو "أن كل ما يتعلق باختراق تقني في موضوع الاتصالات أو في موضوع الأجهزة المتطورة التي ترصد معلوماتياً وعملياتياً، وتحديداً كل ما يتعلق بالاختراق الإسرائيلي، فإن البعض ينأى بالحديث عنه ويهرب من التعاطي مع هذا الموضوع. لماذا؟ فهل لأن ذلك قد يكون من القرائن الإضافية على تورط الإسرائيلي بكل الاغتيالات وباغتيال الشهيد رفيق الحريري؟

ولفت السيد صفي الدين إلى أن ابتعاد البعض عن التعاطي بجدية مع هكذا موضوع قد يكون حتى لا تتوجه الأنظار إلى عمليات الاغتيال التي نُفذت، والتي كان الإسرائيلي سبباً أساسياً ولو في الحد الأدنى ولو في الاحتمالات على مستوى القرائن الموضوعية".

ورأى السيد صفي الدين أن هذا الإنجاز يدل بشكل واضح على أن الإسرائيلي توغل كثيراً في العمق اللبناني والتحكم والسيطرة بالاتصالات وبكل الأمور التي ترتبط بهذا الشأن على المستويين التقني والتكنولوجي.

ونبه إلى أن "من كان في موقع المسؤولية، مسؤولية الحفاظ على هذا البلد، يجب أن يكون مسؤولاً عن تحمل كل الشؤون وكل الأمور، ويجب أن يكون واضحا في التعاطي مع الشؤون الوطنية الكبيرة، وهل هناك شأن وطني كبير وأكبر من الوطن وأعظم من الشأن المرتبط بكل لبنان، وخصوصاً إذا كان هذا الشأن مرتبطاً بالعدوان الإسرائيلي الدائم .

وتابع السيد صفي الدين أن من الدلالات التي حملها الإنجاز الأخير هو أن الخطر الإسرائيلي الأمني، هو خطر يومي مستمر، وهو حقيقة قائمة وليس ادعاءً مبالغاً فيه كما يتخيل البعض ويقول إن التحذير الذي نوجهه من الخطر الإسرائيلي هو لإيجاد المبرر من أجل استمرار المواجهة كما يتحدثون، وحذر السيد صفي اليدن من أنه قد يكون البعض من هذه الأجهزة التي تم اكتشافها موجوداً في التلال والجبال والأودية.

ومن الدلالات التي أشار إليها رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله كذلك لهذا الإنجاز هي أن طبيعة هذه الأجهزة من الناحية التقنية وقوتها وإمكانية استخدامها معلوماتياً وحتى عملياتياً، يمكن أن يُستفاد منها على مستوى المعلومات والرصدُ وعلى مستوى تنفيذ العمليات الأمنية في لبنان، ما يعني أن هذه الأجهزة المعقدة والمتطورة جداً تدل على أن الإسرائيلي قد توغل كثيراً في الساحة الأمنية اللبنانية، سواء من خلال العملاء أو على المستوى الجغرافي وعلى مستوى الأهداف التي وضعها وهي أهداف كبيرة.

ولفت صفي الدين كذلك إلى أن ما دل عليه هذا الإنجاز هو أن صيغة التعاون والتنسيق والتكامل بين الجيش والمقاومة والشعب هي ليست الآن صيغة ناجحة فحسب، بل هي ضرورة من أجل حماية الوطن ولبنان. وقال: "حينما كان البعض يستدرج قوى العالم لكشف لبنان، كان الجيش والمقاومة في موقع السهر والدفاع عن لبنان، وهذا هو الفارق الأساسي بين نمطين وفريقين وبين عقليتين موجودتين اليوم في لبنان".

ورأى أن البعض يتقن فن استدراج الدول لتتدخل في لبنان أمنياً وسياسياً واقتصادياً ليكون لبنان مكشوفا للإسرائيلي مشيراً إلى أن هذه السياسات لا تؤمن بقوة لبنان ولا بالمناعة الذاتية للبنان، وتعتمد على الأمريكي وعلى الغربي، وسأل: "ما معنى أن يكون لبنان مسلوب القوة، وأن يكون ضعيفاً وواهناً بوجه الإسرائيلي عسكرياً وأمنياً، و"في نفس الوقت نجد أن الجيش والمقاومة يقومان بدورهما بشكل جيد وكبير للحفاظ على الأمن الذي يعيشه لبنان، ولو كان يحتاج إلى المزيد من العمل والجهد في المستقبل".

وشدد السيد صفي الدين على "أن ما تم إنجازه لغاية الآن في موضوع المقاومة والجيش والشعب من إنجازات وانتصارات في حفظ الوطن ومستقبله القائم على هذه المعادلة، سوف يبقى قوياً ومنيعاً ومصاناً بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة وإن ا يحلم به الإسرائيلي ومن معه سوف لن يتحقق،وكل محاولات إيقاع الفتن سوف تذهب أدراج الرياح، لأن لبنان عرف قوته وعرف عوامل القوة وعرف كيف تبنى الأوطان بناءً صحيحاً، ولمن يتحدث عن بناء الأوطان ونسمع كثيراً من هذا الكلام والإنشاءات في هذه الأيام، فإن هذه الأوطان تبنى بالفعل والتضحية وبتحمل المسؤولية وبالاعتماد على الشعب والحفاظ على قدراته، وليس باللجوء إلى الخارج وإلى ما وفره لنا الخارج من موقع على مستوى المنطقة وعلى مستوى بلداننا".

وأكد السيد صفي الدين أن كل عناوين استهداف المقاومة التي مضى على عمرها سنوات طويلة، كانت واضحة وحاضرة أمامها ولذا كانت تعتبر منذ بداية عملها المقاوم أنها تتحمل المسؤولية في اتجاهين هما "أولاً، أن نواجه هذا العدو المحتل لأرضنا الذي يهدد بلدنا ووطننا وأن نكون دائماً على أتم الجهوزية والاستعداد لمواجهته، وثانياً، أن نبقى في جهوزية دائمة لمواجهة الفتن والمؤامرات والمكائد التي تحركها الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الكيان الصهيوني والغرب وكل الداعمين والمنخرطين في هذا المشروع".

وأضاف: "اليوم نحن نواجه حلقة جديدة من حلقات استهداف المقاومة، ونحن واجهنا استهدافات فيما مضى وأسقطنا كل مشاريعهم وكل محاولاتهمً ولم نكن بالقوة التي نحن عليها الآن، ولم تكن المنطقة كما هي عليه الآن على مستوى المعادلة والأوضاع السياسية وعلى مستوى قوتنا ووحدتنا وكل تجميع عناصر قوتنا، ونحن اليوم أقوى بكثير من أي وقت مضى". وتابع قائلاً: "لذا فإن الأمريكيين والإسرائيليين يعرفون جيداً أن استهداف المقاومة ليس بالأمر الهيّن والسهل، لا عسكرياً ولا سياسياً ولا أمنياً، ومن الطبيعي جداً أن يحصل ذلك عندما نحقق إنجازات وننتصر في هذه المواجهات، لكنهم نتيجة حمقهم وغبائهم، فهم لا يغيّرون إلا بعض الأشكال والاساليب، أما أصل مشروعهم وأصل استهدافهم فهو هذه المقاومة". وأضاف: "في مثل هذه الظروف الآن، هم يستهدفون المقاومة فيما يتعلق بالمواجهة العسكرية والأمنية، وهم يعرفون جيداً أنهم أضعف بكثير من أن تصل أيديهم الى عرين وقوة المقاومة التي أصبحت في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي عدوان إسرائيلي في أية لحظة يفكر فيها العدو الصهيوني".

تعليقات: