تساقطت الثلوج منذ فجر أمس لأول مرة هذا العام في منطقة العرقوب وتحديدا شبعا وكفرشوبا ووصلت سماكتها حتى الظهر الى ما بين 15 سنتم و40 سنتم بين المنازل وصولا حتى المتر في تلال كفرشوبا وشبعا، فيما ارتدى جبل الشيخ ولأول مرة ايضا، حلته البيضاء كاملة، وأقفلت الطرق التي تربط بين شبعا وكفرشوبا عبر طريق جبل السدانة، حيث مواقع تابعة لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني، وكذلك طريق شبعا - عين عطا عبر وادي جنعم. وتولت الجرافات التابعة لوزارة الأشغال وبلديتي شبعا وكفرشوبا العمل لفتح الطرق رغم استمرار الثلوج بالتساقط. وقد التزم المواطنون منازلهم وأمام مواقد التدفئة التي نشطت بعد طول انتظار.

وأكد رئيس بلدية شبعا وإتحاد بلديات العرقوب محمد صعب ان البلدية في حال استنفار لمواجهة العاصفة الثلجية. وقد أجرى اتصالاته مع الأجهزة المعنية من وزارة الأشغال والدفاع المدني للعمل على فتح الطرق ومواجهة اي طارئ، مناشدا الجهات المعنية استحداث مركز ثابت في العرقوب لإزالة الثلوج.

وجرت المياه لأول مرة في نهر شبعا الذي يرفد بمياهه نهر الحاصباني عند جسر الشقعة، جارفا معه الوحول والأتربة ومصطبغا باللون الأحمر، فيما ارتفع منسوب نهر الحاصباني بشكل ملحوظ وتلون بلون زيبار الزيتون الأسود ومنبعثة منه الروائح الكريهة الناتجة عن الزيبار.

كما أدت الأمطار الغزيرة في قرى مرجعيون وحاصبيا الى تشكل السيول في الطرق جارفة معها الأتربة والحصى وبعض الانهيارات البسيطة في التربة، وبدت واضحة البرك والمستنقعات المائية في سهول مرجعيون والخيام وحوض الحاصباني المزروعة بأنواع مختلفة من البذار، وتفاءل المزارعون ببركة السماء التي لم تبخل عليهم يوما، مهما تأخر المطر.

...

راشيا

وكتب عارف مغامس: اجتاحت الثلوج قرى راشيا منذ ساعات الفجر، بعد أمطار غزيرة وعواصف رعدية وتساقط لحبات البرد خلال ساعات الليل، وتدن سريع في درجات الحرارة مع ضباب كثيف لف معظم القرى حاجبا الرؤية. وقد وصلت سماكة الثلوج إلى أكثر من 40 سنتم في ينطا، وبكا، و35 سنتم في عين عطا، والسلطان يعقوب، فيما تراوحت سماكتها بين 20 و30 سنتم في راشيا وقراها، واكتسحت الثلوج القرى السهلية. وأدت العاصفة الثلجية إلى عزل معظم القرى الجبلية. أما جبل الشيخ فقد تكلل بالثلوج من أعلى قممه (2814 م) إلى مزارع الفاقعة واليابسة شرق راشيا، حيث بلغت سماكة الثلوج نحو 90 سنتم في قممه العالية وصولا إلى 40 سنتم عند السفوح. وأفيد أن قطعان الماشية في مزرعتي الفاقعة واليابسة حوصرت بالثلوج قبل أن يتمكن أصحابها من فتح الطرق للوصول إليها. وحوصرت مزرعة جعفر الواقعة عند أقدام جبل الشيخ.

وتحركت الفرق التابعة لوزارة الأشغال في مركزي جرف الثلوج في ينطا وعين عطا، ومعها بلديات المنطقة، وباشرت بفتح الطرق. كما ساعدت في ذلك وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة.

وأدت العاصفة إلى أضرار في البيوت البلاستيكية في المنطقة، فيما أناخت الثلوج أغصان الأشجار خاصة الزيتون واللوزيات. كما أوقعت أضرارا في بعض حوائط الدعم، وأدت إلى انقطاع عدد من الأسلاك الكهربائية في بعض القرى، والى تعطل شبكات الهاتف الأرضي وشبكة الإنترنت.

وشهدت الطريق الرئيسية بين المصنع راشيا حاصبيا حركة خجولة للسيارات خاصة للبرادات وشاحنات النقل.