150 نوعاً من أنواع الزيتون تزرع في الجنوب

حسن سلامة-رئيس نقابة مزارعى الزيتون
حسن سلامة-رئيس نقابة مزارعى الزيتون


150 نوعاً من أنواع الزيتون تزرع في الجنوب تعيش مئات السنين وتتكاثر بسهولة وتتوارثها الأجيال عبر العصور

الأهالي يُطالبون الجهات الرسمية بالتحرك لمنع إرتفاع الأسعار بما فيها المواد الأولية والغذائية

ما هي أسباب إرتفاع سعر تنكة الزيت وكأن المستهلك لم يكفه الغلاء؟

النبطية:

إستعاد نتاج موسم قطاف الزيتون في منطقة النبطية زخمه في منتصف مراحله، بعدما كادت أجواء إنطلاقته تُوحي أن الموسم <معدوم>، لأسباب أبرزها حال الجفاف في الطقس والتي حجبت الأمطار في عز الحاجة إليها، وهي حال لم تعهد منذ عشرات السنين، ناهيك عن التكاليف المرتفعة لقطاف الزيتون، جلّها ساهمت دون شك في رفع سعر تنكة الزيتون وزن 16 كلغ بشكلٍ لافتٍ الى ما فوق الـ 150 دولاراً··

وإذا كانت حسابات القطاف أتت كما تشاء حسابات المزارع، فإن المستهلك ما كان ليكفيه الغلاء المستشري في معظم السلع التموينية والغذائية، لتتبدل حساباته في الشراء، وتصيب حمى الغلاء العدوى في كل مقومات العيش اليومية للمواطن، ومنها تنكة زيت الزيتون، التموين الأساسي الموسمي في كل منزل··

إنطلاقة موسم الزيتون أتت مبكرة بسبب الإرتفاع اللافت في الحرارة، والجفاف الحاد اللذين شهدهما الصيف الماضي، إضافةً إلى تأخر موسم الأمطار، كلها عوامل سرعت الهمم لدى المزارعين للبدء في قطاف أشجار الزيتون، بسبب تخوّفهم من الأمراض التي بدأت تظهر على حبّاته· لكن هذه المخاوف تلاشت بعدما أظهرت معاصر الزيتون أن الإنتاج نجح في موسمه الحالي، وأعطت حبّات الزيتون التي بدت صغيرة للوهلة الأولى وهزيلة، الوفر المقبول من الزيت الفاخر··

في جولة في منطقة النبطية، لإستطلاع آراء المزارعين والمواطنين حول موسم قطاف الزيتون·

·

ثمة من يُشير الى أن موسم الزيتون تفاوت إنتاجه بين بلدة وبلدة أو بين قرية وقرية، ولكن مقبول في معظم المناطق، ولكن بدل الجهد والتعب والأكلاف من عاملين وغيرها، رفعت <سعر تنكة الزيت دون حاجة للنقاش>، ووضع المستهلك أمام خيار <لا حول ولا> على قاعدة أن الغلاء المسيطر في هذه الأيام، طالت سهامه الزيتون وزيته، في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة من الجهات الرسمية المتختصة في الدولة، التي لم تحرك ساكناً تجاه أي إرتفاع بالأسعار للمواد الأولية والغذائية لدى المواطنين··

حسن سلامة

رئيس <تعاونية مزارعي الزيتون> في قضاء النبطية حسن أسد الله سلامة، أشار الى <أن المساحة المزروعة من الزيتون في بلدات وقرى قضاء النبطية، تبلغ حوالى 40 ألف دونم، وموسم إنتاج الزيتون هذا العام قارب نسبة العام الماضي، وهذا يتناقض مع العرف المتعارف أن حمل الزيتون يكون موسم وافر والموسم التالي منه دون الوسط>·

ولفت الى <المتغيرات المناخية التي أثرت سلباً وبنسب معينة في إنتاج الزيتون هذا العام، حيث كان هذا العام موسم جفاف بالكامل، إذ توقف سقوط المطر مطلع شهر آذار الماضي، ونحن كمزارعين جنوبيين نعرف أن المثل الشعبي السائد يقول <اذا أقبلت، وراءها آذار، وإذا أفحلت وراءها آذار>، فكيف الحال بشهر آذار الذي فات وتلاه شهر نيسان حيث لم تحيّ ماؤه الإنسان>·· واصفاً <الموسم بالضعيف في إنتاجه قياساً للعام الماضي، بحيث لم تتجاوز الإنتاج المرصود سابقاً>·

وتطرق الى <العلاقة الراسخة بين المزارع الجنوبي وشجرة الزيتون، هذه العلاقة التي بنيت على المنافع الكبيرة للزيتون وهو خط الدفاع الأول عن صحة الانسان وحمايتها>·· لافتاً الى <وجود نحو 150 نوعاً من أنواع الزيتون تزرع في الجنوب، وهي تحتاج الى مناخ معتدل في الشتاء وجاف في الصيف، والى كمية كبيرة من الأمطار في فصلي الخريف والربيع، وشجرة الزيتون تبحث عن مائها وغذائها حتى عمق 6 أمتار في الأرض، ولحسن الحظ فإن شجرة الزيتون تعيش مئات السنين وتتكاثر بسهولة، ونحن اليوم نعتمد في زراعتها على تقنيات توارثناها عبر العصور، كنثر بذار الزيتون، والغرس، والتطعيم والتشذيب>·

وأشار الى <أن سبب ارتفاع أسعار زيت الزيتون يعود الى أسباب أقلها كلفة اليد العاملة، ناهيك عما تردد في بداية موسم القطاف أن <الموسم مضروب>، الأمر الذي دفع بالبعض الى رفع الأسعار مستغلين أيضاً تحسب المواطنين لزيت الزيتون بوفره، وحال الفوضى التي تُصيب ارتفاع أسعار المواد الغذائية المتعددة>·

وختم سلامة مناشداً باسم <نقابة مزارعي الزيتون> في محافظة النبطية <مصلحة حماية المستهلك الى تفعيل دورها في هذا المجال، لمراقبة أسعار زيت الزيتون ومعاقبة حالة الغش التي يقوم بها البعض، إضافةً الى تعريف المواطنين عبر وسائل الإعلام بفوائد زيت الزيتون الموجود في مناطقنا ومضار الزيت المستورد>·

شحوري

المهندس خليل شحوري (المشرف على معصرة زيتون حديثة في بلدة الدوير)، إعتبر <أن الموسم الحالي قريب بإنتاجه الى الموسم السابق، لدينا كميات كبيرة يومياً تأتي من المزارعين من البلدات المحيطة بنا وحتى البعيدة نسبياً، ونتلمس موسم مقبول قياساً لما عانته شجرة الزيتون هذا الموسم من جفاف ومناخ لم تعهده من قبل>·

ورأى خليل <أن معاصر الزيتون الموجودة في كثير من القرى والبلدات في محافظة النبطية مثل: النبطية الفوقا، عبا، يحمر الشقيف، عربصاليم وكفرتبنيت وغيرهم، إستطاعت كلها إستيعاب قدرة العصر وإنتاج الزيتون هذا العام، ووجب على المزارع أن ينجز عصر انتاجه في التوقيت الذي يحضر فيه، بالنظر الى التقنيات الجديدة المستعملة في المعاصر المستحدثة في المناطق>·

رمال

ويبدي المزارع نجيب رمال رضاه عن <إنتاج زيتونه للزيت، بالنظر الى ما عشناه من أجواء مناخية وإنعدام المطر وتأثر الزيتون بذلك>·

واعتبر <أن إنتاج الموسم طبيعي في هكذا أجواء>·· لافتاً الى <الأكلاف العالية التي باتت تخضع لها عملية الزيتون ومنها اليد العاملة حيث باتت الإستعانة باليد العاملة السورية ترتفع، بشكل أصبح الإتكال عليها بشكل واسع، ولا يُمكن الإستغناء عنها، لأن العامل اللبناني لا تكفيه حتى الأجر اليومي كالذي يناله العامل السوري، والذي تعدى 25 دولاراً، ومن هنا نجد أن هذه الأكلاف فرضت الإرتفاع على تنكة زيت الزيتون من 100 دولار الى 150 دولاراً، وإن كان قاسياً هذا الإرتفاع ولكن مواسم إرتفاع الأسعار جارت مواسم قطاف الزيتون، وتلاقياً على معاناة المواطن وقدرته الشرائية المستجدة>·

حطيط

أما المزارع محمود حطيط، فرأى <أن موسم إنتاج زيتونه تأثر بحال الطقس من مناخ حار وسيئ، الى انعدام سقوط الأمطار في عز الحاجة لها، الى كلفة اليد العاملة>·

وقال: إن شجرة الزيتون لم تنل الماء الكافي للشرب، وكان يلزم ريها خلال الصيف مرات عدة، وهذا فوق قدرة المزارعين على القيام به، نظراً لأكلافه المادية العالية، مما أدى إلى يباس حبوب الزيتون وسقوطها على الأرض قبل أوانها، وبالتالي شح كمية الزيت التي تحتويها، وتراجع الموسم لهذا العام قليلاً>·

وانتقد حطيط من يُثير تساؤلات حول رفع سعر تنكة الزيتون <لأن تعب محصول الزيتون مجبول بكد وتعب وانتظار من عام الى آخر، ولكن الويل لأسعار ترتفع على مواد غذائية لمجرد أنها محتكرة من <مافيات> لا ترحم المواطن، وبالتالي الدولة والجهات الرقابية المختصة لا تريد الرحمة للمواطن أيضاً>·

رمال

بينما المواطن علي رمال فقد توجه الى المسؤولين في الدولة والحكومة ووزارة الزراعة مطالباً بضرورة دعم زراعة الزيتون من خلال شراء الكميات الفائضة من زيت الزيتون المنتجة سنوياً بالأسعار التشجيعية، كما هو الأمر بالنسبة لزراعة التبغ، فضلاً عن مساعدة المزارعين بالأسمدة والمبيدات الزراعية وتنظيم محاضرات الإرشاد الزراعي لهم، من أجل إطلاعهم على كيفية الإعتناء بشجرة الزيتون على أسس حديثة ومكافحتها من الأمراض، وتسليفهم القروض الميسرة، للنهوض بزراعة الزيتون التي باتت تشكل العمود الفقري للزراعة في لبنان·

حسن سلامة
حسن سلامة


المهندس خليل شحوري
المهندس خليل شحوري


المزارع نجيب رمال
المزارع نجيب رمال


تعليقات: