صغبين تستيقظ على فاجعة: لماذا قتلوا عبدو جاسر؟

الرائد الشهيد عبدو روكس جاسر
الرائد الشهيد عبدو روكس جاسر


صغبين:

صغبين عروسة البقاع الغربي التي تغفو على كتف بحيرة القرعون، استيقظت صباح امس ملهوفة ومفجوعة حزينة، على خبر استشهاد ابنها الرائد في مخابرات الجيش عبدو روكز جاسر، وكادت ألا تصدق لولا حضور بعض رفاق السلاح، كما يوضح نقولا الذي وقف أمام منزل العائلة في صغبين، يراقب والدته وهي ترتشف قهوتها الصباحية على الشرفة، حيث دعته أكثر من مرة لمشاركتها، لكنه اعتذر بلباقة.

نقولا الذي كان يخفي دموعه وحزنه على صديق العمر، رفض إخبار الوالدة بهذا الخبر السيئ، حتى وصول جان شقيق الرائد الشهيد، الذي أجهش في البكاء غامراً والدته بين ذراعيه، مخاطبا صورة الســيدة العذراء التي تعلو مدخل المنزل «شــــو هالخبر يا خيي، ضيعان شبــابك يا روحي، شو بدهن منك حتــى يقتلوك، أكيد ما بيعرفوا عنك إنك من روس الأوادم».

لم تتمالك الوالدة أعصابها وسقطت على أريكــتها يعينها جان وبعض الوافدين من أبناء البلدة «يا ماما غبن شبابك، يا حبيب قلب أمك يا عبدو، حرموا أطفــالك وزوجــتك من طلتك ومن محبتك وعاطفتك». تهدأ الوالدة قليلاً مع وصول بعض النــسوة اللواتــي آلمهن الخبر ومن بينهن عمته التي وصفته بالآدمي والخلوق والخدوم، «بيوقف عشــرين مرة على الطــريق حتى يسلّم على الناس».

غص المنزل بأبناء البلدة الذين وصفوا استشهاد الرائد بالفاجعة، ووالدته تقول: حرقت قلبي يا أمي، ليش يا ربي ما أخذتني إلي أنا المريضة. ضروري تحرم عائلته منه؟ وتناشد السيدة العذراء أن تحمي رفاق الرائد من أيادي الغدر، بعدما تلح بالسؤال عليهم: لماذا قتلوا عبدو؟

بلدية صغبين أخذت على عاتقها تنظيم بعض الترتيبات، فرفعت الشرائط البيضاء، وبعض الرايات، تمهيدا لاستقبال ابنها الشهيد، حتى تزفه عريساً كما قال رئيس البلدية كابي الخوري.

يذكر أن الرائد الشهيد متزوج من غريس، وله ثلاثة اولاد (صبيان وبنت واحدة)، ويسكن مع عائلته في عوكر.

...

...

الجيش ينعى الشهيدين جاسر والميس

نعت مديرية التوجيه في قيادة الجيش كلا من الرائد الشهيد عبدو روكس جاسر والمعاون الشهيد زياد محمد شامان الميس، اللذين استشهدا أمس «أثناء قيامهما بالواجب العسكري في مهمة الحفاظ على الأمن والاستقرار». ووزعت نبذة عن حياة كل منهما جاء فيها:

الرائد الشهيد عبدو روكس جاسر:

ـ من مواليد 8/2/1969 ـ بيروت.

ـ تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط اعتبارا من 4/1/1993.

ـ رقي الى رتبة ملازم اعتبارا من 1/8/1995 وتدرج في الترقية الى رتبة رائد اعتبارا من 1/1/2008.

ـ تابع دورات دراسية عدة في الداخل والخارج.

ـ حائز أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته مرات عدة.

ـ متأهل وله ثلاثة اولاد.

المعاون الشهيد زياد محمد شامان الميس:

ـ من مواليد 10/5/1978 بر الياس ـ زحلة.

ـ تطوع في الجيش في تاريخ 15/12/1997.

ـ حائز أوسمة عدة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته.

متأهل وله ولدان».

المعاون الشهيد زياد محمد شامان الميس
المعاون الشهيد زياد محمد شامان الميس


تعليقات: