سرّ التهافت على شراء جوز نحلة الأخضر

ثمار الجوز الأخضر
ثمار الجوز الأخضر


لكل مهنة سرها الخاص، فأهل بلدة نحلة - شرق بعلبك ادركوا مذاق ثمار الجوز "الفرك" اللذيذ وجودته، أي أخضر طرياً فأتقنوا بيعه. حوالى منتصف آب من كل سنة، عندما تبدأ حبات الجوز الاخضر تنضج، تصبح البلدة قبلة الزوار والتجار من المناطق اللبنانية المختلفة، ليس للتنزه فقط، بل ايضاً لشراء ثمار الجوز الاخضر.

يستمر موسم قطاف ثمار الجوز في نحلة حتى منتصف تشرين الأول. وطوال هذه المدة تصبح البلدة خلية نحل اذ ان معظم الاهالي يعملون في قطف الجوز. تزرع اشجار الجوز النحلاوي على جانبي أنهر البلدة وسواقيها وعلى المرتفعات، ويعتبر من الأنواع الجيدة وطعمه مميز، كما لا يزال كثيرون يفضلونه على الجوز المستورد، ان فركاً او يابساً، وهم يجففونه بعد قطافه في الفيء وليس تحت الشمس كما هو شائع كي لا يفقد من خواصه الغذائية.

يعتبر الجوز من اهم مزروعات هذه البلدة نتيجة وفرة المياه فيها. علماً ان ما شهدته المنطقة من احتباس حراري جعل الموسم يتراجع قليلاً عما كان عليه في الأعوام السابقة، ما خيّب آمال زارعي الجوز ومشتريها على حد سواء. وخصوصاً ان 70 في المئة من الموسم قد تلف، اذ ان حبات الجوز اكثرها فارغ من الداخل. وبلغ سعر كل مئة حبة 20 الف ليرة لبنانية، فيما بيعت العام الفائت بـ 15 الف ليرة.

الحاجة ام عادل اليحفوفي تنظر بحسرة الى حبات الجوز الملقاة على الأرض، فالحر اثر على موسمها، اذ طالما عرفت ثمارها بأنها الافضل في البلدة، لكن نتاج هذه السنة لا يكفيها لحاجاتها المنزلية.

و"اللي بيدوق طعم جوز نحلة ما فيه ما يرجعله"، يقول المزارع محمد شقير الذي يسهب في الشرح والكلام على جودة ثمار البلدة، عازياً قلة الانتاج هذ السنة الى الاحتباس الحراري.

عن اهمية عمل أهالي البلدية بزرع الجوز وقطافه، لفت رئيس المجلس البلدي الزميل علي يزبك الى "ان قلة فرص العمل واعتماد البلدة على شجرة الجوز جعلا هذا الأمر فرصة للجميع كي يعملوا ويحققوا ربحاً مادياً. فالجميع يفيد ومعظم الأهالي يعملون ويعوّلون على الموسم ويعتمدون على عائداته لتأمين مستلزمات اولادهم المدرسية، كما انهم يفيدون من بقايا قشر الجوز اليابس في التدفئة في فصل الشتاء".

عناية خاصة

كيف يتم قطاف أشجار الجوز الشاهقة؟ نظراً الى أن أشجار الجوز تتميز بالارتفاعات الكبيرة لا يزال قطاف حباته يعتمد يدوياً، حيث توضع قطع كبيرة من القماش تحت الأشجار ويستعين المزارع بعصا طويلة يصل طول بعضها الى ثلاثة امتار ويعمد الى ضرب حبة الجوز بها فتسقط على قطع القماش ويتم تقشير الحبات باليد.

اما عن كيفية العناية بالاشجار فيقول شقير: "توافر الماء والحرارة المعتدلة ضروري أثناء الإزهار والعقد خلال النصف الأول من شهر آذار وريّها خلال شهور حزيران وتموز وآب، هما الشرطان الرئيسان لجودة الثمار". وعن معرفة نوعية الجوز وجودته يقول شقير: "يكون بواسطة هز حبة الجوزة قبل كسرها، وحتى لو كانت خفيفة فربما تكون ذابلة ويسمع لها خشة. كما ان الجوز يبقى طازجاً ثلاثة أسابيع بقشرته إن حفظ بحاوية محكمة الغلق ووضعت في الثلاجة".

علا شومان تأتي سنوياً من مدينة بعلبك لشراء الجوز النحلاوي، وتقول "لا استطيع ان افوت الموسم مهما غلا ثمنه، لأقدم معظمه هدايا لأصحابي واقاربي وخصوصاً من يسكن في بيروت، والبقية أجففها وأتركها للاستعمال العائلي".

تعليقات: