هاني عسّاف والحفل الأخير

السيدة صباح أبو عباس رئيسة جمعية سيدات الخيام
السيدة صباح أبو عباس رئيسة جمعية سيدات الخيام


الى الشهيد هاني عساف،

كيف لم ننتبه ان الارز الشامخ اصبح اقل شموخا وأن النهر الهادر اصبح ساكناوكيف لم ننتبه ان شيئا رهيبا يوشك ان يحدث وأن هذه الامكانيات باتت بلا مكان وأن المعرفة تبحث عن صاحب وان الحق يدور في فلك الجهال يبحث عن بصيرة وان تكديس الخبرات تذهب هباء عندما تهوي الابطال يبان لك ان قلة من الجهال يتربعون على مراكز القرار غارقين في جهلهم حاقدين على المعرفة لانها تخذلهم عند أول استحقاق وأنت من عليائك تنظر اليهم بنظرة ساخرة باسمةوواثقة تخفي الحقيقة المرة , الحقيقة هذه الكلمة التي باسمها يزهق كل يوم حق فلماذا لا توظف الامكانيات في مكانها عندما يتعلق الامر بالوطن ولماذا تداس العقول النيرة والخلاقة الى التحديث والفكرة الصائبة تاخذ طريقها الى النور هل هو الخوف من الحقيقة أو على حفنة من العقول الانتهازية الصغيرة .كل هذا لم يجعلك تتراجع او تحجم أو تنحاز لغير الحق والاستماتة في العمل مليئا بالثقة وبالأمل وطموحك في التغيير لم يثنيك للحظة واحدة عن التفكير في التغيير والتطور فوجعك كان بحجم الوطن لم تتعاطى مع أي مشكلة على أنها مستحيلة هاني من أين لك هذا الثبات والعزيمة والايمان بالناس وانت شهيدهم كان خلافك مع الأصدقاء اذا أردت ان تعمل فيجب ان تلم بمشاكل الناس والفقراء ومعهم وانت كنت دائما معهم وكنت تملك العزيمة والصبر والقدرة النادرة على التحليل والادراك في تحليل مشاكلهم والبحث بلا كلل عن حلول ممكنة وغير ممكنة فكانت سعة صدرك على عكس سعة عمرك لانك ما زلت في عز عطائك, واحلامك على قدر الوطن لانك تتمتع بصفات القائد الصلب الذي لا يخشى شيء لأن أهدافك كبيرة وطموحاتك في تنمية مجتمعية تعاني من الأهمال على كل الصعد فكنت تفند كل مشكلة على حدة وتضع الحلول والخطوة الاولى للمعالجة وكم كنت تتعذب عندما لا تلقى التجاوب المطلوب هذا لانك كنت تفني نفسك في العمل ,نفسك هذه التي اضنيتها وانهكتها في سبيل الناس فاحلامك لم يكن يسعها مؤسسة أو حزب أو أي هيئة لأنك محارب ومناضل عنيد والبدايات تشهد في أول تصدي بمواجهة السلطة لمناصرتك كل قضية ابتداءا من الطلاب الى العمل الحزبي والجامعة اللبنانية التي كات همك حتى الساعة الاخيرة وكم كنت صبورا عندما انهال غضبهم عليك وكم كنت شرسا بالدفاع عن الوطن بمواجهة العدو الصهيوني فكنت من اوائل المقاومين وكان دائما مثلك الأعلى الشهيد الدكتور شكرالله كرم فما هادنت يوما او تزلفت لحساب أحد فكنت في كل المواقف هاني عساف لانك كما كنت تقول دائما انا لست زلمة أحد ولهذا اصطدمت مع معظم أصحابك وكنت منسجما مع نفسك وموقفك ثابت صبور ومتألم دائما لان الكبار يتألمو ن ويستشهدون كل يوم كنت شرسا في الدفاع عن قناعاتك لتصبح فرادتك وتميزك تسبب احراجا لكثيرين حتى انك لم تفطن لهذا الوهن الذي بدا يتسل الى جسدك وتعزي ذلك الى كثرة الجهود التي تبذلها لأنك كنت عنيدا في ايصال الرسالة متمسكا بمبادئك حتى الشهادة . وما كان شيء ليثنيك عن الكفاح رغم وجعك ومعاناتك التي لم تصرح بها لاحد فكان العمل بنظرك عبادة واهم من حياتك التي كرستها للحزب الشيوعي والنجدة الشعبية وكثير من الهيئات والمؤسسات المجتمعية وأخيرا ابيت أن تستكين فكان منتدى التنمية اللبناني الذي اعطيته كل وقتك قبل ان تعطيه حياتك فكنت تاتي من بيروت في الصباح الباكر تتابط ملفاتك وأحلامك في وطن جميل وكل ضيعة او زاروب في ازقة الجنوب تعرفك وهي خير شاهد على تجوالك على كل الرفاق في المنتدى لانك دائم الرهان على اشخاص مثلك يؤمنون بالوطن وتعمل بصدق مع كل الناس بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم فكنت تفاوض ولا تساوم على اي قضية محقة وتعود في آخر الليل حاملا ملفاتك وحياتك التي بدات تذوي بعدما انهكتها الأيام والسنون الطوال ولكن العقل المستنير ابى ان يصغي لصوت الجسد العليل فبقي يقاوم ويقاوم حتى آخر نفس واصريت على ان تكون حفلة المنتدى السنوية في 24تموز مع ان معطم الرفاق راوا أن تكون في أيلول ولكن هاني اصر واشتغل وحده تقبريبا وأوصل كافة الدعوات الى كل الناس الذي افنى عمره في خدمتهم ليودعهم في هذاالعشاء الاخير ,وفي غفلة من الجميع سرقك الموت تاركا ورائك كم هائل من النضالات ومن الأحلام الكبيرة وكثير من الاسى والحزن والحسرة على بطل لم يسع عمره لتنفيذ ما بدا به وهو أن تكون لدينا جامعةلبنانية في منطقتنا هاني عساف عشت كبيرا واستشهدت كبيرا وسط فجيعة للاهل والأصدقاء فخفت هذا الضوء الذي كان بعينيك عندما كنت تذكر ابنك نديم رحلت هل حقا رحلت وهل يصدق سعيد بانك لن تتناول الغداء معه يوم الأحد وهل سيصدق وهبه وسامي بانك لن تكون باجتماع السبت وانت يا فيروز لن يستقبل تلفونك صوته مرة اخرى ليذكرك بموعد اجتماع المنتدى وهل ستصدق دعد بان هاني لن يتوقف في طريقه ليشرب القهوة في الذهاب والاياب وانت يا حبيب لن تنتظره كعادتك كل صباح, هل تصدق يا دكتور نبيل ربما هذا الذي نراه حلما او كابوسا سنصحى منه غدا لان من لديه احلام كأحلام هاني عساف لا يموت وهل يموت الشهداءوهل حقا تموت الناس الي مثل هاني عساف.

صباح أبو عباس

* رئيسة جمعية سيدات الخيام

موضوع أسعد رشيدي: "الخيام تُفجع برحيل إبنها المناضل هاني عسّاف"

موضوع عزت رشيدي: "هاني عسّاف.. هكذا يرحل الكبار"

موضوع: "المرحوم هاني عساف.. يوارى الثرى في بلدته الخيام..."

موضوع محمد صفاوي: "باسل وهاني.. رجلان مكافحان ومعطاءان خسرتهما الخيام"

موضوع فدوى الأمين: "رحيل الأحباب يزيد من آلامنا آلاما ومن اوجاعنا اوجاعا"

موضوع: "هانـي عســاف: خسائر مضاعفة"

موضوع سعيد الضاوي: "إلى الحبيب والصديق والرفيق...هاني عساف"

موضوع ادوار العشي: "هاني عساف.. إلى مثواه الأخير..."

نديم هاني عسّاف: "كلمة شكر إلى محبّي هاني عسّاف"

كلمة صباح أبو عباس: "الخيام تُفجع برحيل إبنها المناضل هاني عسّاف"

الأستاذ محمد الباشا: "محطات خيامية .. في مسيرة هاني عسّاف النضالية"

سجل التعازي بالمناضل الراحل هاني عسّاف

تعليقات: