محادثات السلام: اعراس اشبه باعراس القطط


حيث تنحرف إبرة البوصلة يكون الضياع والانحراف..

وحيث تتشظى الحروف ينبت التحريف وبين هذه وتلك.. تعيش الشعوب مطاردة تبحث عن ذاتها ...

في مرحلة الانطلاقة الاولى نحو عوالم الغربة وحيواتها. بسبب الحرب الاهلية في لبنان (1975-1989) كان هناك اعتقاد سائد لدى المحتشدين عند بوابات الغربة بانها لن تبقى مفتوحه والعودة الى الوطن قريبة.. هذا شعور طيب حتى ان البعض ولشدة تفاؤله ابقى على ملابسه في حقيبة السفر ليكون اول العائدين الى الوطن كان ذلك في منتصف السبعينات وابالتحديد عام 1975 لم يمض اشهر حتى برزت محادثات السلام المصربة الاسرائيلية وقيام السادات الرئيس المصري آنذاك(1918-1981) بزيارة القدس المحتلة (عام 1977) فسال لعاب الكثيرين منا لهذا الخبر وفركوا أياديهم فرحأ لصدق نبؤتهم بالعودة القريبة الى ربوع الوطن والانفلات من بين انياب الغربة، تكللت تلك المحادثات بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد (17/9/1978). بين مصر واسرائيل وتوهم البعض بان قد حان جني ثمار السلام وسوف تنزل علينا السماء من عسلها ولبنها وموائدها الى حد الاكتفاء الذاتي على ان يصدٌر الباقي الى خارج الوطن العربي، انبرى البعض وروج ليؤكد بان هذه الاتفاقيةكانت على قاعدة الاية القرآنية(وان جنحو للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)ومن كامب ديفيد الى معاهدة أوسلو اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وقع في 13 سبتمبر 1993 ثم اعقب ذلك في السنة التالية اتفاق وادي عربة في 26 أكتوبر 1994معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.لكن ابواب الغربة تشرعت اكثر وشهدت زحمة حتى الاختناق، تراكمات الغبار اخفى تحته كثير من حقائب السفر، والملابس اهترئت وتآكلت لطول سنين الانتظار. واحتبست السماء الموعودة بالخير وتلاشت الطمأنينة واحلام يقظة الشعوب تهتف باسم الماء والكهرباء..و اعراس السلام الخالية من المعازيم . المعازيم يشاهدون باب الحارة الاعراس لم تهدئ الى يومنا هذا وساعتنا هذه، استعراضات اشبه بمصارعة الديوك، الوان زاهية وريش منفوش وصور وابتسامات غلاضة و فضاضة فرح وحزن غمز ولمز وقوطبة بعضهم على بعض فجأة يدخل موضوع التخصيب على الخط تخصيب ماذا يورانيوم او غير ذلك. طلاسم ورموز اشبه باللغةالمسماريةو الازميلية والشاكوشية مفاتيح فكها عند علي بابا واعوانه عندهم فقط وفقط عندهم التبست علينا الامور، لم نعد نعرف من يعقد على من ،واي حفلة تزاوج تقام ، واي مهر يدفع بين مقدم ومؤخر. ليكتشف فيما بعد بان عدد الاولاد المحتمل انجابهم قد حدد هل هم على شكل النعجة دوللي؟وكذلك عدد ايام الاخصاب حدد هل هو تخصيب انابيب؟(ام تخصيب اساطل) حتى ماركة الملابس الداخلية، والوان ستائر غرف النوم حدد، حتى من شدة حرصهم على البشر لم ينسوا ان يحددوا قياس حبة القمح المستوردة حتى اصبحت هذه الطقوس اشبه باعراس القطط يموء الذكر نافشا شعره الجميل المسشور طبيعيا و أذانه المنتصبة كصحون لاقطة غير مشفرة وذنبه الغليظ،والوانه المرقطة وتموء الانثى وهي في قمة الدلع تتمرغ على الأرض كلاعب رياضي احرز هدف الفوز في حركات بهلوانية مواء في مواء على ماذا اتفقا في مفاوضاتهما لغة لا يستطيع احد ان يفهمها الاعند الانجاب يعرف ما نتيجة هذا المواء الذكر في الاعلى يصرخ والانثى في الاسفل تصرخ صراخ في صراخ لا ندري من الموجوع ومن المبسوط.

اللهم فرج هم المهمومين و المكروبين، وحلل عقدة من Hلسنتهم وبلغنا لغة المتفاوضين كي نفقه قولهم اللهم آمين.

عبد اللطيف حسن عبدالله

قطر

تعليقات: