جفت الزيتون بديلاً من الحطب والمازوت لشتاء دافئ


ينقذ البيئة من الزيبار والاشجار الحرجية من القطع..

حاصبيا ـ

مال ايلول الى ايامه الاخيرة، ولأن "ايلول طرفه بالشتي مبلول" بدأ المواطنون في حاصبيا والعرقوب رحلة البحث عن الوسائل الأقل كلفة والأكثر وفرة لتأمين الدفء في فصل الشتاء، ومن هذه الوسائل التي بدأت تشهد رواجاً في المنطقة "جفت" الزيتون، أي بقايا الزيتون بعد عصره، حيث باتت معاصر الزيتون تحول هذا الجفت الى حطب للتدفئة بواسطة آلة تعمل على ضغطه وتحويله الى قوالب يسهل وضعها في "وجاق" الحطب أو الصوبيا، وذلك بعد ان كان اصحاب الزيتون والمعاصر ينشفونه ويضعونه في أكياس صغيرة من الورق ويوقدونه الى جانب حطب السنديان والملول وغيرها من الأشجار البرية.

وآلة الضغط هذه تحتاج الى ما لا يقل عن خمسة عمال ليقوموا بتحويله الى قوالب جاهزة للتدفئة، وهذه العملية تمر بعدة مراحل تبدأ مع نهاية موسم عصر الزيتون، حيث يقوم أصحاب المعاصر بتجميع الجفت وتخزينه حتى الصيف، حينها يقوم العمال برشه بالماء ووضعه في آلة الضغط ليخرج من الناحية الأخرى على شكل قوالب، يصل طولها الى حوالي 30 سنتم كي يسهل إدخالها في "الوجاق"، عندها يتم تجفيفها لعدة أيام تحت أشعة الشمس، لتكون جاهزة لتسليمها الى المستهلك.

طريقة سهلة وبسطية، لكن الأكيد ان لها فوائد جمة تعود على المستهلك ومزارع الزيتون وأصحاب المعاصر وايضاً على البيئة، حيث إنها طريقة جيدة للتخلص من زيبار الزيتون المتبقي في جفته من جهة وتحد من قطع اشجار الاحراج التي تتضاءل مساحاتها عاما بعد عام.

وهذا ما أشار اليه رشيد زويهد من حاصبيا، صاحب معصرة ولديه آلة ضغط جفت الزيتون منذ أربع سنوات، مؤكداً ان في جفت الزيتون طاقة حرارية مميزة تستمر لوقت أطول من الحطب العادي داخل الوجاق، ويوفر فرص عمل إضافية في منطقة تعتمد بشكل أساسي على القطاع الزراعي وتوابعه، وايضاً يحافظ على البيئة من التلوث بزيبار الزيتون الذي يبقى جفت الزيتون مشبعاً به وبدل التخلص من هذا الجفت في الحقول الزراعية وغيرها يتم تجميعه وتحويله الى حطب للتدفئة، الامر الذي يوفر في الحطب الذي غالبا ما يؤمن من قطع الاشجار الحرجية.

ويشير زويهد الى ان سعر طن جفت الزيتون المقولب يصل الى 250 الف ليرة، والعائلة لا تحتاج لأكثر من 2 طن منه لتأمين فصل شتاء دافئ، في حين ان العائلة تحتاج الى أكثر من مليون ليرة لتأمين التدفئة من المازوت أو حطب الشجر.


تعليقات: