أسواق حاصبيا وراشيا عشية عيد الفطر: غلاء ومعاناة


المتنفس في الأسواق الشعبية..

حاصبيا ،راشيا ـ

حال لهيب الأسعار، وقرب انطلاق العام الدراسي دون تحريك العجلة الاقتصادية في حاصبيا، فالجميع يشكو سوء الأحوال المعيشية وانعكاسها سلباً على القدرة الشرائية عند الجميع، مقارنة بما كانت الحال في العام الماضي.

وحال الركود هذه لم تستثن احداً بمن فيهم التجار صغاراً كانوا أم كباراً من بائعي الألبسة والحلويات والمواد الغذائية، التي يكثر عليها الطلب مع نهايات هذا الشهر الكريم، وقرب حلول عيد الفطر، وصولاً الى أصحاب المؤسسات الصناعية والتجارية.

ويرافق هذا الوضع الاقتصادي الصعب تقنين في الكهرباء والمياه أسوة بالعديد من المناطق اللبنانية. وفي جولة ميدانية على عدد من المحال في منطقتي حاصبيا ومرجعيون وتحديداً محال الألبسة والحلويات، ورغم تجنب الكثيرين الحديث عن الأوضاع الاقتصادية في هذه الأوقات، إلا أنه تبين ان الحركة ما زالت دون المستوى الذي كانت في الأعياد الماضية، والسبب يعزى الى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والمتطلبات العائلية المتزايدة في هذه الفترة، ما حدا هؤلاء جميعاً على البحث عن طرق للتوفيق بين المتطلبات، حيث باتت فكرة الشراء بالتقسيط عادية لكل من أصحاب المحال والمستهلكين نتيجة الظروف الصعبة.

وبين مرجعيون وحاصبيا يتكرر المشهد عند أصحاب محال الحلويات،الذين يعرضون حلوياتهم بأسعار لا تختلف كثيراً عن العام الماضي مع فارق وحيد هو تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين الذين يكتفون بالحد الأدنى منها، وأصحاب تلك المحال يعتبرون أن كثرة الأفراح هي التي تزيد نسبة المبيع لديهم ليس أكثر، وبالنسبة لعيد الفطر فهم بدأوا استعداداتهم لهذه المناسبة متمنين ان تكون أفضل من الأعياد الماضية.

تقف أم محمد أمام محل لبيع الألبسة في سوق مرجعيون حيث بدأت بإستشراف الأسعار ومقارنتها مع قدرتها الشرائية لتأمين ملابس العيد لأولادها الأربعة، وتقول "رغم التنزيلات التي يعتمدها التجار لهذا العيد إلا أن الأسعار ما زالت مرتفعة، وتحول دون تمكننا من تأمين حاجات أولادنا، ونحن نستعيض عن ذلك بشراء قطعة ثياب لكل ولد كي لا نحرمهم فرحة العيد"، وتتساءل "الى متى سيبقى الوضع الاقتصادي على هذا النحو، حيث بات ذوو الدخل المحدود والفقراء مهددين حتى بلقمة عيشهم، وليس من يسأل عن أحوالهم".

أما أمين شرف صاحب محل ألعاب وهدايا فهو يشير الى أن "غالبية الأسعار ارتفعت مقارنة بالعام الماضي اكثر من 20 % بسبب الضرائب ناهيك عن أزمات الكهرباء والمياه التي باتت هي الأخرى تزيد الأعباء على المستهلكين والتجار معاً، واكثر ما يطلبه المستهلكون لدى دخولهم المحل هو سحب اللوتو علهم يقبرون الفقر وتتغير احوالهم المادية في ضربة حظ".

من جهته حامد وزير، أب لعائلة تتكون من خمسة أفراد، يشير الى ان "الحالة صعبة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تتحكم برقاب الناس منذ أعوام"، خاصة في هذا الشهر الكريم وعيد الفطر وايضاً حلول العام الدراسي الجديد الذي بكر هذا العام.

لكن المتسوقين من قرى راشيا يجدون متنفسهم في سوق ضهر الأحمر الشعبية. وعشية العيد عكست مشهدية التلاقي على الهم الاقتصادي والمعيشي لهؤلاء المواطنين، الذين رأوا أن سوق ضهر الأحمر الشعبي الوحيد في القضاء هو ملاذ مئات العائلات الفقيرة التي لم تمكنها الظروف المعيشية الصعبة وموجة الغلاء من ارتياد المحال التجارية، فاخذوا السوق متنفسا في هذا الشهر المبارك على حد تعبير أحد المتسوقين الذي لاحظ إقبالا كبيرا على السوق حتى من العائلات الميسورة والمرتاحة اقتصاديا.

القادمون من قرى راشيا والبقاع الغربي امضوا ساعات تجوالهم بين البسطات المنتشرة في كل أوْبٍ وصوب، وإن كانت "العجقة" تكثفت حول بسطات الالبسة والأحذية بشكل أساسي وبسطات الفاكهة والخضر وألعاب الأطفال.

الأسعار في السوق أفضل من الاسعار في المحال التجارية على حد تعبير، الحاج أبو قاسم خليل، واصفا المشهد بمهرجان التسوق الذي لا يضاهيه اي سوق في المدن الكبرى، حيث لفت إلى أن الأسعار مقبولة وسط الغلاء المستشري في معظم المحال التجارية.

حال السوق التي شهدت حراكا قويا هذا الأسبوع لم تمنع مئات المتسوقين من ذوي الدخل المتوسط من ارتياده وارتياد المحال التجارية الكبرى التي وضعت حسومات مغرية على الألبسة والأحذية بشكل أساسي وصلت إلى الخمسين والستين في المئة رغبة في جذب المواطنين بعد جمود نسبي شهده مطلع رمضان ولم تحركه بالشكل المطلوب سياحة فصل الصيف، إذ وصف سلمان حماد صاحب مؤسسة كارلا للألبسة الجاهزة في ضهر الأحمر أن الحركة في أوجها والناس لا يهدأون ونحن نفتح حتى الحادية عشرة ليلا لإفساح المجال أمام أهلنا الصائمين من التسوق وشراء الالبسة، ورفعنا نسبة الحسومات التي تتناسب مع وضع أهلنا في القرى خاصة وأن الغلاء سيد الموقف في المواد الغذائية والخضر والفاكهة واللحومات والحلويات، ونكتفي بالربح القليل الذي انعكس بشكل إيجابي فأصبح البيع كثيرا.

ويشير هاشم الحاج صاحب سوبر ماركت لبيع المواد الغذائية والتموينية على طريق الرفيد، الى أن الحركة ناشطة في المنطقة خاصة الموظفين الذين قبضوا رواتبهم وقصدوا محلاتنا قبيل العيد واصفا الأسعار بالمقبولة رغم غلاء بعض المواد.

عمر يحيى ـ عارف مغامس

تعليقات: