تعاونية وادي التيم أثبتت واقعيتها وجدواها

سيدات يعملن في التصنيع الزراعي في تعاونية وادي التيم
سيدات يعملن في التصنيع الزراعي في تعاونية وادي التيم


130مزارعاً يستفيدون منها و22 عاملة وتنتج 15 طناً في السنة

تجربة منطقة راشيا في تصنيع الزراعة العضوية

راشيا :

أثبتت القطاعات الإنتاجية المحلية الصغيرة، والمنشأة حديثاً في بعض قرى وبلدات منطقة راشيا، واقعيتها وجدواها في تحسين القدرات المعيشية لمئات العائلات، بعدما تمكن هذا القطاع من قطع شوط مهم، وتحقيق نقلة نوعية في عملية تصنيع المنتجات الزراعية المحلية، نتيجة احتضانه من قبل التعاونيات والجمعيات الإنتاجية القروية، والدعم الذي يلقاه هذا القطاع من وكالات التنمية والجمعيات والمعاهد والجهات الأجنبية المانحة، إن كان لجهة التمويل او التدريب، أو لجهة التجهيز بالمعدات، وتقديم النفقات والخبرات، والمساعدة في إنشاء المراكز والأبنية التصنيعية، والإهتمام بالحملات الإعلانية والتسويقية.

وقد تمكنت هذه المنتجات المصنعة محلياً، من الانتشار بسرعة، ولم يقتصر تسويقها على الأسواق الداخلية، بل هي باتت تغزو الأسواق العربية لا سيما أسواق دول الخليج، وأضحت بعض الأصناف تتمدد بإتجاه الأسواق الأوروبية والأميركية، نتيجة تطابق مواصفاتها وشروطها، مع الشروط والمواصفات المطلوبة عالميا، بعدما تميزت هذه المنتجات بجودتها وطعمها ومذاقها، وخلوها من المواد الحافظة، فضلا عن قدرتها على الصمود، وعدم دخولها أية مركبات غير عضوية.

وفرادة منطقة راشيا أنها بمنأى عن المصانع التي تبث سمومها في الأرجاء، حيث استمرت زراعاتها على مختلف أنواعها بعيدة عن التلوث وعن قبضة المواد الكيميائية، التي تمتد لتطال حياة الناس عبر الموت البطيء.

تعاونية «نجمة الصبح»

والتعاونية الإنتاجية الحرفية المسماة «نجمة الصبح» الكائنة في بلدة المحيدثة، في قضاء راشيا، واحدة من تلك الجمعيات التي شكلت علامة فارقة في معارض الإنتاج الزراعي والغذائي في بيروت والبقاع، وحتى في الخارج، وتميزت بكونها استطاعت أن تستوعب معظم الإنتاج الزراعي لبلدة المحيدثة، وتصنيعه وتسويقه في الأسواق الداخلية والخارجية، وهذا ما ادى الى تحريك الدورة الاقتصادية في البلدة وتوفير فرص العمل للعديد من ربات المنازل والفتيات، وإنقاذ المواسم من الكساد والتلف.

يقول رئيس مجلس إدارة جمعية «نجمة الصبح» في المحيدثة مروان شروف: «تأسست» هذه الجمعية عام 1998 وهي تعنى بتصنيع جميع أنواع الحبوب التي تنتجها البلدة، ولها نتاج تتفرد به، وهو «القمح المحمص مع الملح»، الذي يستخدم للضيافة. وتصنع المربيات الطازجة على أنواعها من المشمش والكرز والتين والتفاح والسفرجل والدبس واليقطين وغيرها، وكذلك الفواكه والخضار المجففة واللوزيات، وإنتاج العصير من رب البندورة ودبس الحصرم ودبس الرمان إلى شراب التوت والورد والأناناس. ويتم تصنيع بعض النباتات الجبلية مثل القصعين لمعالجة بعض الأمراض والأوجاع. وفي الجمعية قسم يهتم بطحن مادة الكشك والبرغل والحبوب المتنوعة.

ويلفت شروف إلى أن أكثر من 130 مزارعاً يتوافدون إلى مركز الجمعية الحالي لتسليم منتجاتهم وقبض ثمنها مباشرة وعند التسليم في أغلب الأوقات. ويؤكد شروف أن المساعي الحثيثة والجهود التي بذلت استطاعت أن توفر للجمعية معدات أسهمت في التصنيع وشكلت المادة الأولية لتحريك عملية التصنيع، إلى جانب الأعمال اليدوية التي تقوم بها النساء المنتسبات إلى «نجمة الصبح». فثمة مطحنة «كشك» حديثة، وجفافة فواكه مقدمة هبة من الصندوق الكندي، وعصارة عنب وعصارة بندورة مقدمة هبة من جمعية الشبان المسيحية، وفي مركز الجمعية بعض المعدات الخفيفة.

تصريف الإنتاج

وعن تصريف الإنتاج، يقول شروف إن ثمة معارض زراعية شاركنا بها في عدد كبير من المناطق اللبنانية. ويتم سنوياً تسويق قسم من منتوجاتنا في فرنسا وكندا وفي دبي.

ويضيف: «نسعى لتأمين المزيد من المعدات اللازمة والتي من شأنها أن تشجع المزروعات الصناعية، ولزيادة القدرة الإنتاجية، بعد أن أنجزنا منذ شهرين تشييد بناء جديد للتعاونية وتبلغ مساحة البناء 300 متر مربع.

أما منسق عمل التعاونية النسائية للتصنيع الزراعي ـ وادي التيم، فارس فايق فقال «إن التعاونية تأسست في آذار ,2004 بمجهود ذاتي، اساسه تدريب السيدات والفتيات على تصنيع المنتجات الزراعية، بمساعدة ودعم من الاتحاد الأوروبي، عن طريق جمعية أفريقيا ,70 التي نفذت أيضا مشاريع في الجنوب، تهدف الى تحسين طرق المعيشة في المناطق النائية والفقيرة». وأكد فايق أن التعاونية تمكنت من تجهيز مركز للتصنيع الزراعي بمساعدة ودعم من هذه الجهات المانحة، التي ساهمت أيضاً في عمليات التدريب للسيدات والفتيات بهدف توفير الشروط لتحسين الإنتاجيات وتحسين نوعيتها وجودتها. ولفت فايق الى «ان التعاونية تنتج المربيات على أنواعها المختلفة والصلصات والعصائر الطبيعية، حيث دخلت منتوجاتنا في التصنيع العضوي للمنتجات الزراعية، وتمكنا من الحصول على شهـــادات دولية بهذا الشأن».

وحدد فايق قيمة الإنتاج من منتوجات التصنيع الزراعي مبدئيا بـ15 طنا من مختلف الأنواع والأصناف، لافتا الى أن التعاونية تشتري المواد الأولية من السوق المحلية، وقد تضطر الى شراء بعض المواد من المزارعين الحائزين على الشهادات العضوية أو من مراكز بيع متخصصة.

وأكد فايق أن الإنتاجية قابلة للتطور وهي مرتبطة أيضا بعملية التسويق، وكلما افتتحنا سوقا جديدا تزداد إنتاجيتنا، معتبراً أن المسألة الإنتاجية ليست تنافسية ولا تعتمد الكميات بقدر ما هي إظهار للجودة وقيمة المنتج الطبيعية.

وأكد فايق «أن التعاونية تتطلع الى إستحداث مركز خاص للتصنيع، وتطوير المعدات لتستطيع الإيفاء بحاجات السوق وطلب المنتجات، مشيرا الى إدخال بعض المأكولات التقليدية اللبنانية الى نشاطات التعاونية، ومنها المسقعة، والمكدوس واللوبيا بزيت والبامياء».

تعليقات: